علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092 تاريخ التسجيل : 07/10/2011 العمر : 75
| موضوع: الحسجه في الموروث الشعبي -------------- الخميس أغسطس 23, 2012 4:17 pm | |
| الحسجه في الموروث الشعبي --------------------------------- هناك نوعين من الشعراء الشاعر المتعلم ( الدارس والمثقف ) والشاعرالبسيط الفطري الذي لم يدرس في مدرسة وانماكانت مدرسته وموطن تعليمه المجالس الاجتماعية . اما الاول الذي يمتلك المعرفة والدراية ويواكب الاحداث والتطورات اي انه لايعيش في نطاق ضيق كما يفعل الشاعرالفطري البسيط الذي لايعرف ماذا يجري الا في حدود مدينته التي ولد وترعرع او نشأ فيها بمعنى ان كلا الشاعرين (( بلغاء)) لكن البلاغه هنا تختلف من المتعلم الى الفطري واحيانا ان الشاعر الفطري لايمتلك البلاغه والصورة الشعرية الجميلة على الاطلاق بالرغم من ان الكئير من الناس تسميه (شاعر) لابل من الشعراء الكبار وفي واقع الحال هو ليس بشاعريستطيع رسم الصورة بخيال خصب اضافة الى ذلك انه لايمتلك البلاغة وهي ( الحسجة ) التي تمكنه من صياغة الشعر الجميل فترى شعره مجرد من البلاغة وعبارة عن سرد اعتيادي للأحداث والمواقف التي مرت عليه في حياته كالشعراء الذين كانوا يؤرخون للتاريخ العام وينتقدون الأوضاع التي حصلت في زمانهم بالنقد الاذع اذا كانت سخرية او بالثناء والتقدير اذا كانت حسنة مرضية . و الشاعرالجيد من تجد البلاغه في شعره والبلاغه في حقيقة الامر هي تلك الكلمه الشعبيه المسماة بالحسچه فاذا اردنا تعريف هذه الكلمه نقول هي البلاغه واذا اردنا تعريف البلاغه نقول تعني الحسچه في اللغه الدارجه وقد اخذ هذا المعنى تلك الكلمتين بالرغم من ان المقصود واحد لااكثر لكن المشكله تكمن في اننا عندما نتحدث بلغه عربيه فصيحه وصحيحه ونصل بالحديث الى بيت من الشعر باطنه يختلف عن ظاهره نقول ان هذا البيت بليغ اي يحتوي على بلاغه ولانقول ( حسچه ) لاننا نتحدث بلغه فصيحة وعندما نصوغ الابيات الشعرية باللغة الشعبية المبهمة نوعما نقول ان هذا الشعر فيه ( حسچه ) اي فيه قصد اخرغير المعنى الظاهر للبيت اذن المعنى واحد بالرغم من اختلاف التسميه ومن خلال هذا نستشف بان هذين المفردتين لهما نفس المعنى ورب سائل يسأل من اين دخلت البلاغة او ( الحسجة ) على الادب العربي بالمعنيين الفصيح والشعبي فمن المؤكد انها نشأت في رحم القرية او المدينة وانما دخلت الى المجتمع العربي بعد ظهور الاسلام ونزول القرأن لأن لغة القرأن هي ابلغ لغة انزلها الله ولهذا تجد للايات القرانية ظاهر وباطن وجمل دقيقة التعابير وفيها اعمق التفاصيل وخلاصة القول ان معظم بل جميع الادباء اخذوا من القرأن الكريم ومن الحوادث التي سجلتها كتب التاريخ ::::: ------------------------- ان امرأه شاعره دخلت على خليفة زمانها وانشدته حاجتها بابيات من الشعر فهمها الخليفه ثم قال لها (لله ابوكِ ماابلغكِ) فقالت له وهل ترك لنا القران من بلاغه وهذا دليل قطعي على ان البلاغه مصدرها هذا الكتاب المحكمه اياته والذي يقول ( ولارطب ولايابس الا في كتاب مبين ***) ان القران لم يترك شيء لاحد حتى ياتي بجديد اضافه الى ان الشاعر يستشف البلاغه اولا من دهاليز فكره التي طالما نصبها في واحات هذا الكتاب الكريم وبوادي قلبه التي امطرها القران الكريم بابلغ المفردات وأدقها تصويرا وهناك عوامل اخرى تساعد على انماء مواهب الشاعر منها تربة او موطن الشاعر واهل التربة والوطن الذي يؤثر تأثير مباشر في لغة الشاعر من خلال العلاقات الاجتماعيه للشاعر بعامة الناس وكيفية التعبير عن معاناتهم ومشاكلهم ومن خلال المجالس التي يحظرها الشاعر ويتعلم فيها عادات اهله وارحامة ( والمجالس مدارس ***) والعادات والتقاليد تتمايز فيما بينها من عشيره الى اخرى ولا تختلف في الثوابت والاعراف والذي يختلف من عشيره الى اخرى هي فقط اللهجه الدارجة اي لفظ الكلمه كما هو الحال بين ولاية واخرى وخلاصة القول ان الحسچه اذن هي المعنى الباطن الذي يخاطب فيه الشاعر شخص واحد او اكثر من الناس المستمعين واهل المعرفة ( اهل الحل والعقد ) وليس المعنى الظاهر ولاتلك اللهجات العشائريه او المفردات القديمه كما يتصورها البعض ولاتعني الصوره الشعريه هي المقصودة فالصوره في الشعر هي نوعين اما حقيقيه يراها الشاعر ويصوغها صياغه شعريه جميله واما خيال من نسج الشاعر كما هو الحال في بيت الشعر البليغ والبيت الخالي من البلاغه لذلك فان البيت البليغ يفسر الى عدة تفاسير والحقيقه ان المعنى الظاهر لايحتاج الى تفسير والباطن يفسره المستمع الى عدة تفاسير لانه يتناسب مع كثير من الاحدات التي مرت او مازالت عالقه في فكر المستمع والاصل هو ليس لبيت الشعر البليغ سوى تفسير واحد او معنى واحد هو ذلك المعنى الذي في بواطن قلب الشاعر لان الشاعر هو المتكلم وهو يدري ماذا يقصد والمستمع لايقع على القصد المقنع له اجمالا وانما قريب من المعنى لذلك تفسر الحسچه الى عدة تفاسير في حين انها لاتحمل سوى تفسير واحد فقط لكنها تتناسب مع الاحداث والظروف وتفسر على اساسها في كل الاوقات والحوادث لذلك ترى اروع وابدع مافي الشعر هو الحسچه اي البلاغه اما الشعر الخالي من البلاغه فذلك هو الشعرالمندرس الذي تخرج كلماته ميته وبائسة على لسان قائلها ولاتصل الى قلب المستمع بل الى قبرالشاعر المرحوم لانها بحكم المندرسة ومن امثلة ذلك في الشعر الشعبي :::: ------------------------ صحبة ليل كاس وكهكهة غمان امزاحمهم جذب وصوابهم واحد *** اهي مجمع عقارب وين للغفلان تتناوبه ا بسمها وبالعجل تلبد *** عمت عين الليالي وهجم بيت الموت يتخطى الرعيع وياخذ الماجد --------------------------- بخدر واصعد عليهن ساف - من ساف لهه يمة محمّد عين- منساف لهه جعود فوك المتن - منساف لهه منحر يوسدني المنيه وقال أبو معيشي عندما احترق بيته مخاطباً الحاج سعود :::: يوم اكشر يحجي سعود - يوماي همت ما عاد اوجد ارض - يوماي هذا يصيح ذاك يهدم - يوماي الهلاهل للفزع تلحك عليّه ------------------------------- ومن الشعر العربي الفصيح :::
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي ************ غير مجد في ملتي واعتقادي** نوح باك ولا ترنم شاد وشبيه صوت النعي إذا قيس ** بصوت البشير في كل ناد أبكت تلكم الحمامة أم غنت ** على فرع غصنها المياد إن حزنًا في ساعة الموت ** أضعاف سرور في ساعة الميلاد *** وفوائد الأسفار في الدنيا ** تفوق فوائد الأسفار --------------
ألا يا خيـرَ مَنْ رأتِ العيونُ *** نظيـرُكَ لا يُحسُّ ولا يكونُ وفضلكَ لا يُحدُّ ولا يُجارى *** ولا تَحوي حيازتَـهُ الظنونُ خُلقْتَ بلا مُشاكلـةٍ لشيءٍ *** فأنتَ الفوقُ والثقـلانُ دون ------------------------ ليـت الغمام الذي عندي صواعقه **** يزيلهـن إلى من عنـده الديــم أرى النوى تقتضينني كل مرحلة **** لا تستقـل بها الوخادة الرسـم لئن تركـن ضميرا عن ميامننا **** ليحدثن لمـن ودعتهــم نـدم إذا ترحلت عن قـوم و قد قـدروا **** أن لا تفارقهم فالـراحلون هــم قصيدة لمرؤ القيس -------------------------------- لمن طلل بين الجدية والجبل محل قديم العهد طالت به الطيل - عفا غير مرتاد ومر كسر حب ومنخفض طام وتنكر واضمحل - وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت على غير سكان ومن سكن ارتحل - تنطح بالاطلال منه مجلجل أحم إذا احمومت سحائبة انسجل - بريح وبرق لاح بين سحائب ورعد إذا ماهب هاتفه هطل - فأنبت فيه من غشنص وغشنص ورونق رند والصلندد ةالأسل - وفيه القطا والبوم وابن حبوكل وطير القطاط والبلندد والحجل - وعنثلة والخيثوان وبرسل وفرخ فريق والرفلة والرفل - وفيل واذياب وابن خويدر وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل - وهام وهمهام وطالع وطالع انجد ومنحبك الروقين في سيره ميل - فلما عرفت الدار بعد توهمي تكفكف دمعي فوق خدي وانهمل - فقلت لها يادار سلمى وماالذي تمتعت لابدلت يادار بالبدل - لقد طال ومااضحيت قفراومالفا وممنتظر للحي من حل وارحل - ومأوى لأبكار حسان اوانس ورب فتى كالليث مشتهرا بطل - لقد كنت اسبي الغيد أمرد نأشئا ويسبينني منهن بالدل والمقل - ليالي أسبي الغانيات بجمة معثكلة سوداء زينها رجل - كأن قطير البان في عنكاتها على منثنى والمنكبين عطى رطل - تعلق قلبي بطفلة عربية تنعم بالديباج والحلي والحلل - لها مقلة لو انها نظرت بها إلى راهب قد صام لله وابتهل - لأصبح مفتونا معنى بحبها كأن لم يصم لله يوما ولم يصل - ألا رب يوم قد لهوت بدلها إذا ماأبوها ليلة غاب اوغفل - فقالت لأتراب لها قد رميته فكيف به إن مات أوكيف يحتبل - أيخفى لنا إن كان في الليل دفنة فقلت وهل يخفى الهلال إذا افل؟ - قتلت الفتى الكندي والشاعر الذي تدانت له الأشعار طرا فيا لعل - لمه تقتلي المشهور والفارس الذي يفلق هامات الرجال بلا وجل - ألايابني كندة اقتلوا بابن عمكم وإلافما انتم قبيل ولاخول - قتيل بوادي الحب من غير قاتل ولاميت يعزى هناك ولازمل - قتلك التي هام الفؤاد بحبها مهفهة بيضاء درية القبل - ولي ولها في الناس قول وسمعة ولي ولها في مل ناحية مثل - كأن على أسنانها بعد هجعة سفرجل اوتفاح في القند والعسل - رداح صموت الحجل تمشي تبخترا وصراخة الحجلين يصرخن في زجل - غموض غضوض الحجل لو انها مشت به عند باب السبسبيين لانفصل - فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي هي منى لي من الدنيا من الناس بالجمل - ألا لآ لا إلا لآلىء من رحل فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم قطعت الفيافي والمهامة لم أمل - وكاف وكفكاف وكفي بكفها وكاف كفوف الودق من كفها انهمل - فلو لو ثم لو لو لو ولو ولو دنا دار سلمى كنت اول من وصل - وعن ن وعن عن ثم عن عن وعن وعن أسائل عنها كل من سار وارتحل - وفي في وفي في ثم في في وفي وفي وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل - وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل سل وسل دار سلمى والربوع فكم أسل - وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل على حاجبي سلمى يزين من المقل - حجازية العينين مكية الحشى عراقية الاطراف رومية الكفل - تهامية الابدان عبسية اللمى خزاعية الاسنان درية القبل - وقلت لها أي القبائل تنسبي لعلي بين الناس في الشعر كي اسل - فقالت كندية عربية فقالت لها حاشا وكلا وهل وبل - فقالت انا رومية عجمية فقلت لها ورخيز بياخوش من قزل - فلما تلاقينا وجدت بنانها مخضبة تحكي الشواعل بالشعل - ولاعبتها الشطرنج خيلي ترادفت ورخي عليها دار بالشاه بالعجل - فقالت وماهذا شطارة لاعب ولكن قتل الشاه بالفيل هو الاجل - فناصبتها منصوب بالفيل عاجل من اثنين في تسع بسرع فلم أمل - وقد كان لعبي في كل دست بقبلة أقبل ثغرا كالهلال إذا اهل - فقبلتها تسع وتسعين قبلة ووأحدة أيضا كانت وكنت على عجل - وعانقتها حتى تقطع عقدها وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل - كأن فصوص الطوق لما تناثرت واخر قولي مثل ماقلت أولا - لمن طلل بين الجدية والجبل محل قديم العهد طالت به الطيل ------------------------------
| |
|