علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092 تاريخ التسجيل : 07/10/2011 العمر : 75
| موضوع: وقفة مع الأعراب الإثنين أكتوبر 08, 2012 3:56 pm | |
| وقفة مع الاعراب --------------------- قال الراغب في " الْمُفْرَدات " : العرب : ولد إسماعيل ، والأعراب جَمْعه في الأصل ، وصار ذلك اسْمًا لِسُكّان البادية ... والأعرابي في التعارف صار اسْمًا للمَنْسُوبِين إلى سُكّان البادية . وقد استثنى الله عزَّ وَجَلّ طائفة مِن الأعراب ، فقال ::: (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فمن آمن بالله وترك الجفاء فليس بِمذموم . قال ابن كثير : أخبر تعالى أن في الأعراب كُفارًا ومنافقين ومؤمنين ، وأنّ كفرهم ونفاقهم أعظم من غيرهم وأشد . . وأما قوله تعالى : (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) ، فهو خَبَر عمّن اتصف بذلك الوصف ، أي : بأنه (أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) . وهو وصف تكرر في الإخبار عن المنافقين ، كما قال تعالى : (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) . وأما المؤمن فليس كذلك . وغالبا يكون الجفاء عند من يسكن الصحراء ، نظرا لِجفافها ، ولِعدم مُخالطة الناس . ولذلك يأخذ أصحاب الدواب مِن أخلاق دوابّهم ، فالجفاء في أهل الإبل ، والسكينة في أهل الغنم . ولا يُمكن أن يُوصف من يؤمن بالله واليوم الآخر بأنه أشد كُفرا ونفاقا ، ولو كان عَبْدًا مملوكا ، أو أمَة مملوكة ، وإنما يُوصف به من لم يؤمن بالله واليوم الآخر ومن كان عنده ذرّة مِن إيمان فهو خير مِن ملء الأرض من الكفار ، كما قال تعالى : (وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) ، وقال : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) . والأعراب ليسوا هم أوّل من كذّب الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، بل أوّل من كذّبه هم أهل مكة . وأما إرسال النبي صلى الله عليه واله وسلم للارتضاع في البادية ، فإن أهل البادية كانوا أفصح من غيرهم ؛ لأنهم لو يُخالطوا أحدا ، ولم يتأثّروا بغيرهم . ولا شكّ أن سُكنى الْمُدُن ليس مرغوبا على الدوام ، بل قد تكون المدن أكثر فِتَنًا ، كما هو مشاهد في كثير من المدن ، وقد تكون القرى والهجر أخفّ منها بكثير ، بل قد لا يكون فيها فِتَن . وقد يكون اعتزال الناس والمدن أفضل . -----------------------
| |
|