علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092 تاريخ التسجيل : 07/10/2011 العمر : 75
| موضوع: شعر من مندائي عراقي في حق الحسين (عليه السلام) الجمعة أبريل 13, 2012 2:46 am | |
| شعر من مندائي عراقي في حق الحسين (عليه السلام) القصيدة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ---------------------------- قَدِمتُ وَعَفْوَكَ عـن مَقدَمي * حَسيراً أسيراً كسيراً ظَمي قدِمتُ لأُحرِمَ في رَحْبَـتَيْـك * سَـلامٌ لـِمَثواكَ من مـَحرَمِ فَـمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين * مَـناراً إلى ضوئِـهِ أنـتَمـي ومُـذْ كنتُ طفلاً وجَدتُ الحسين * مَـلاذاً بأسـوارِهِ أحـتَمـي وَمُذْ كنتُ طفلاً عرَفتُ الحسـين * رِضاعاً، وللآن لم أُفـطَـمِ! ---------- سـلامٌ عليكَ فأنتَ السَّـلام * وإنْ كنتَ مُخْتَضِـباً بالـدَّمِ وأنتَ الـدَّلـيلُ إلى الكبـرياء * بِما دِيسَ مِن صَدرِكَ الأكرَمِ وإنـَّكَ مُعْـتَـصَمُ الـخـائفين * يا مَن مِن الـذَّبح ِ لم يُعصَمِ لقـد قلـتَ للـنفسِ هذا طريقُكِ * لاقِي بِهِ الموتَ كي تَسـلَمي وخُضْتَ وقد ضُفِرَ الموتُ ضَفْراً * فَما فيهِ للـرّوحِ مِن مـَخْرَمِ وَما دارَ حَولَـكَ بَل أنتَ دُرتَ * على الموتِ في زَرَدٍ مُـحـكَمِ من الرَّفْضِ والكبرياءِ العظيمةِ * حتى بَصُرتَ وحتى عـَمِـي فَمَسَّـكَ من دونِ قَصدٍ فَمـات * وأبقاكَ نجمـاً من الأنـجُـمِ! ---------- ليـومِ القيامةِ يَـبقى السـؤال * هل المـوتُ في شَكلِهِ المُبْهـَمِ هـوَ القـَدَرُ المـُبْرَمُ اللايـُرَدُّ * أم خادمُ القـَدَرِ الـمُـبْـرَمِ؟! سـَلامٌ علـيكَ حَبيـبَ الـنَّبيِّ * وَبُرْعُمَهُ، طِبـْتَ من بـُرعُمِ حَمَـلتَ أعَـزَّ صفـاتِ النَّـبيِّ * وفـُزْتَ بمـعيارِهِ الأقـوَمِ دِلالـةَ أنـهمُ خَـيَّـروك * كمـا خَيـَّروهُ، فَلَم تُـثـلَمِ بل اختَرتَ موتَكَ صَلْتَ الجبيـن* ولم تَتـلَـفَّتْ ولم تَنـدَمِ وما دارت الأرضُ إلا وأنـتَ * لِلألائِهـا كـالأخِ التَّـوأمِ! ---------- سـلامٌ عـلى آلـِكَ الـحـوَّمِ * حـَوالَـْيكَ في ذلك المـَضرَمِ وَهـُم يَدفعونَ بِعُـري الصدور * عن صـدرِكَ الـطاهرِ الأرحَمِ ويَحـتـضنونَ بكِبْرِ النـَّبـِّيين * ما غـاصَ فيهم من الأسـهُمِ سلامٌ عليهـم على راحَـتَيـن * كَشـَمسَين في فَلَكٍ أقْـتَـمِ تَـشـعُّ بطـونُهُما بالـضـياء * وتَجري الـدِّمـاءُ من المِعصَمِ سـلامٌ على هـالـَةٍ تـَرتَـقي * بلألائـِها مُـرتـَقى مـريَـمِ طَهـورٍ مُـتَـوَّجـةٍ بالـجلال * مُـخَضَّبـَةٍ بالـدَّمِ الـعَنـدَمِ تـَهاوَت فَـصاحةُ كلِّ الرجـال * أمامَ تـَفَجـُّعِهـا الـمُـلهَمِ فَراحَـت تُزَعزِعُ عَرشَ الضَّلال * بـصوتٍ بأوجاعـِهِ مـُفعَـمِ ولو كان للأرضِ بعضُ الحيـاء * لـَمادَت بأحـرُفِهـا الـيُتَّمِ ---------- سـلامٌ على الحُرِّ في سـاحَتَيك * ومَـقـحَـمِهِ جَـلَّ من مَقحَـمِ سـلامٌ عليهِ بـحَجـمِ العَذاب * وحَجـمِ تَـمَزُّقِـهِ الأشْـهَـمِ سلامٌ عليهِ.. وعَـتْـبٌ علـيـه* عَـتْـبَ الشـَّغوفِ بـهِ المُغرَمِ فَكيفَ، وفي ألفِ سَـيفٍ لُجِمتَ * وعُـمرَكَ يا حُـرُّ لـم تـُلجَمِ؟! وأحجَمتَ كيف، وفي ألفِ سيف؟ * ولو كنـتُ وَحـديَ لـم أُحجـِمِ ولم أنتظرْهـُم إلى أن تَـدور * علـيـكَ دوائـرُهُـم يا دمـي لَكنـتُ انتَـزَعتُ حدودَ العراق * ولو أنَّ أرسـانـَهُـم في فـَمي لَغـَيَّرتُ تاريخَ هـذا التـراب * فما نـالَ منـهُ بَـنو مـُلـجَمِ! سلامٌ على الحرِّ وَعْـياً أضـاء * وزرقـاء من لـيلهـا المُـظلِمِ أطَـلَّت على ألفِ جيـلٍ يجيء * وغـاصَت إلى الأقـدَمِ الأقـدَمِ فأدرَكَت الصّوت.. صوتَ النّـبوّةِ * وهـو علـى موتـِهِ يـَرتَـمي فما سـاوَمَت نفسَها في الخَسار * وَلا سـاوَمَتْهـا عـلى المَغـنَمِ ولكنْ جـثَـتْ وجفونُ الحسـين * تَـرفُّ عـلى ذلـك المَـجـثَمِ ---------- ويا سـيّدي يـا أعَـزَّ الرجـال * يا مُشـرَعاً قـَطُّ لـم يُعـجَـمِ ويابـنَ الذي سـيفُهُ ما يـَزال * إذا قيـلَ يـا ذا الفَـقارِ احسِـمِ تُحِـسُّ مروءَةَ ملـيونِ سـيفٍ * سَرَتْ بيـن كَـفِّـكَ والمَحْـزَمِ وتُوشِـكُ أن.. ثمَّ تـُرخي يَدَيـك * وتُـنكرُ زَعـمَكَ مـن مَـزْعَـمِ فأينَ سـيوفُـكَ من ذي الفَـقـار * وأيـنَـكَ من ذلـكَ الضَّـيغَـمِ؟! ---------- علـيُّ.. عليَّ الهُـدى والجهـاد * عَـظُـمتَ لـدى اللهِ من مُسـلمِ وَيا أكـرَمَ النـاسِ بَعـدَ النـَّبيّ * وَجهـاً، وأغـنى امريءٍ مُعـدَمِ مَلَكـتَ الحياتَيـن دُنـيا وأُخرى * وليـسَ بـِبَـيـتِـكَ من درهـمِ فـِدىً لِـخشوعِـكَ من ناطـقٍ * فِـداءٌ لِـجوعِـكَ من أبـْكَـمِ! ---------- قَـدِمتُ وعفـوَكَ عن مَقـدَمي * مـَزيجاً من الـدّمّ والـعَـلـقَـمِ وَبـي غَضَـبٌ جَـلَّ أن أدَّريـه * ونـَفسٌ أبَـتْ أن أقـولَ اكـظِمي كأنـَّكَ أيقَـظـتَ جرحَ العـراق * فَـتَـيَّـارُهُ كـلّـُهُ فـي دَمـي ألَسـتَ الذي قـالَ لـلـبـاترات * خُذيني، وللـنَّـفـسِ لا تُهـزَمي؟ وطـافَ بـأولادِهِ والـسـيـوف * علـيهـم سـوارٌ على مِعـصَـمِ فَضَجَّـتْ بأضْـلُعِـهِ الكبريـاء * وصـاحَ عـلى مـوتِـهِ: أقـدِمِ! كـذا نحنُ يا سـيّدي يا حُسَـين * شِـدادٌ عـلى الـقـَهرِ لم نُشـكَمِ كـذا نحنُ يـا آيـةَ الرافدَيـن * سـَواتـِرُنا قـَطُّ لم تـُهْـدَمِ لَئِن ضـَجَّ من حولكَ الظالمون * فإنـّا وُكِـلنـا إلـى الأظـلَمِ وإن خـانَكَ الصَّحبُ والأصفياء * فقـد خـانـَنا مَن لـهُ نـَنتَمي! بَـنو عَمـِّنا أهـلُـنا الأقرَبون * واحِـدُهُم صـارَ كـالأرْقَـمِ! تـَدورُ عـلينا عـيونُ الـذِّئاب * فـَنَحتـارُ من أيـِّها نـَحتَمي لهذا وَقفنـا عـُراةَ الـجـراح * كـباراً علـى لـؤمِـهـا الألأمِ فَـيا سـيّدي يـا سَـنا كربلاء * يُـلألـئ في الـحَلَكِ الأقـتَمِ تـَشعُّ مـَنائـرُهُ بالـضّيــاء * وتـَزفُـرُ بالـوَجَـعِ الـمُلـهَمِ ويا عَـطَشاً كلُّ جَدْبِ العصور * سـَيَشـربُ من وِرْدِهِ الـزَّمـزَمِ سأطبَعُ ثَغـري على مـَوطِئَيك * سـلامٌ لأرضـِكَ من مَـلْـثَمِ ------------------------- | |
|