ثورة الشباب المصري أحداث ومواقف / محمد شحم أبو غدير

ثورة الشباب المصري أحداث ومواقف / محمد شحم أبو غدير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واسحق جباه الملحدين مُرددا ******* لا السجن يرهبني ولا الإعدام .
ثورة الشباب المصري حملت معها معطيات كثيرة، ورؤى جديدة لمن تمعن في هذه الثورة الشعبية المباركة، و يقف في مقدمة معطياتها انفجار عامل الإرادة العربية السليب الذي لازال متيقظا في ضمائر أبناء هذا الوطن الكبير ينبض بروح الشباب الثائر الذي ضرب أروع المثل من البطولة، والتحدي، والإصرار، والوصول إلى تحقيق أمال الشعب وتطلعاته نحو مستقبل أفضل ،ثورة الشباب المصري يمكن القول عنها إنها جاءت بعفوية ودون تخطيط لها ، وانطلقت من أعماق ورحم المأساة التي عاشوها ورأوا آلامها ومأساتها في فصول شعب عاش فقيرا معدما طوال عشرات السنين الماضية ولم يشعر بمعاناته احد سوى أبناءه الذين قتلهم الجوع ،والفقر، والمرض ، وكبت الحريات ، شعب تنهب خيراته الوفيرة، ويبحث أبناؤه عن رغيف خبز تحكم به الحزب الحاكم ورموزه المنتفعون ،بينما يعيش اغلب أبناء مصر النجباء مظاهر الفقر الشديد الذي اوجد أسس النهضة لدى الشباب المصري، لقد اثبت هؤلاء الإبطال أن عامل المفاجأة الذي انفجر في قلب القاهرة وامتد إلى المحافظات المصرية وحرك الملايين قد كسر قيد الخوف ودكتاتورية الاستبداد و قلب كل الموازين القائمة ضد مظاهر التسلط والعبودية التي مارسها حكام مجرمون لم تعرف قواميسهم سوى لغة البقاء وانتهاك الشعوب ، وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى،الصراع إلى الآن لازال قائما بين معسكر الشباب الذي يريد تحقيق أسس العدالة ،والارتقاء، وعودة مصر العروبة إلى مكانها الطبيعي الحيوي،ومعسكر الحزب الوطني ومن وراءه الحاكم المهزوز يتراجع ،ويقدم التنازلات تلو التنازلات لغرض الإبقاء وتفتيت روح الثورة،هذه المعادلة احدث تغيرات في مواقف الدول العربية والعالمية فأما العربية ففرحة الشعوب كبيرة، وحزن حكامها قائما من شرارة الثورات ضدهم ، وأما عالميا فالدول الكبرى كأمريكا ،وبريطانيا، وفرنسا،طلبت من الحاكم المصري علنا الرضوخ إلى مطالب الشعب والبدء بتسليم السلطة وفق المنهج الديمقراطي والبدء بصفحة جديدة،ولكن هذه المواقف تحتاج إلى تأمل وخصوصا الموقف الأمريكي (المنافق) كما عهدنا في تصريحات الساسة الأمريكان لخداع الشعوب و يدل الموقف الأمريكي على أن اسيراتيجية أمريكا مع هؤلاء العملاء تنطلق في اللحظات الأخيرة من أعمارهم بعد لتقطف أمريكا ثمار النصر بمبادئ الحرية،والتعددية، والتغير ، والديمقراطية ، وتقنع الشعوب العربية بأنها معهم.ولكن أين كانت أمريكا طوال ثلاثين عاما من حكومة الفساد للنظام المصري ؟وأين كانت أمريكا أمام مظاهر الاستبداد لحاكم مصر؟ وأين كانت أمريكا من الانتخابات الأخيرة التي لم يشهد العالم فيها تزويرا واضحا في كل إرجاءه؟ وأين كانت أمريكاوشعارتها من حقوق الإنسان وحق المواطنة التي ملء حاكم مصر السجون من أبنائها الأحرار؟ وأين كانت أمريكا بمواقفها من النظام المصري عندما جعل من أبناء مصر العروبة أذلة يبحثون عن لقمة العيش ويجوبون دول العالم ؟ يقينا إن مواقف الساسة الأمريكان العلنية تدل على تخبطهم أمام معادلة التغيير القادمة في المنطقة، والتي جعلت من (نتنياهو) القذر يبعث برسائل الاستنجاد إلى أمريكا للحلول دون إسقاط النظام المصري !! لكن أرادة الشعب المصري المجاهد ومن قبله أبناء تونس الخضراء قلبوا المعادلة وافشلوا خارطة الطريق الأمريكية لتمتد الثورة ويكون هذا العام عام التغيير والعدل لان الإرادة الإلهية العادلة سائرة نحو يوم قريب تتحقق فيه مبادئ العدل العالمي علي يد مصلح رباني الهي أن شاء الله تعالى.