نص التوصيات التي وجهها سماحة المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض ( دام ظله الوارف)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد (ص) وعلى اله الطيبين الطاهرين .
وها نحن إذ نوقف الدرس لمجيء شهر محرم الحرام وبحسب العادة نريد ان نذكركم بجملة من المسائل :

المسالة الأولى: ان وظيفة الجميع ولا سيما الحوزة العلمية بتمام شرائحها من الطلبة والفضلاء والأساتذة والعلماء والمراجع الحفاظ على كيان هذه الحوزة الشريفة المباركة التي وصلت بأيدينا بجهود علمائنا وتحملهم كافة المصائب والانتهاكات والمضايقات والتضحيات ولهذا فعلينا جميعا السعي الجاد على استقرار كيان هذه الحوزة المباركة ومكانتها العظيمة واستقلاليتها وعدم ارتباطها بأي جهة من الجهات السياسية و الحكومية وعدم ارتباطها بها لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا بالنظام التعليمي ، لان الحوزة العلمية للطائفة لا ترتبط بالدولة نهائيا ومن هنا لا يقبل علمائنا من الحكومة درهما ولا دينارا و لذلك لعلمائنا مكانه خاصة في قلوب المؤمنين ومن الواضح ان عظمة الحوزة العلمية إنما هي باستقلاليتها وعدم ارتباطها لا بدولة الوقت ولا بالأحزاب السياسية ولا بغيرها من الجهات ، وأيضا علينا الحفاظ على عمق دراسة هذه الحوزة المباركة فان حوزة النجف الأشرف العلمية الكبيرة معروفه بعمق دراستها وشمولها واستيعابها فن هذا من أهم مزايا هذه الحوزة العلمية الكريمة .
ثم ان هذه الحوزة المباركة من جهة استقلاليتها وعمق دراستها حول الكتاب والسنة تحافظ على سلامة المذهب من الأفكار المتطرفة والمنحرفة والتكفيرية و على اعتدال المذهب من الإفراط والتفريط و لذلك فالحفاظ على هذه الحوزة المباركة حفاظ على سلامة المذهب واعتداله مباشرة .

المسالة الثانية : علينا جميعا أن نكون في يقضه وحذر من تدخل المؤسسات في عمق الحوزة العلمية المباركة فان تدخلها فيها خطر لا يحمد عقباه ، ولهذا علينا جميعا أن نكون في يقظة وحذر من ذلك ثم إن من المعلوم ان أي طالب من الطلبة إذا صار موظفا في مؤسسة من هذه المؤسسات فانه باع مستقبله العلمي وضيع الفرصة المتاحة له ، ولهذا على الطلبة الاهتمام بالدراسة وعدم التوظف في هذه المؤسسات هذا من جانب ،
ومن جانب آخر سمعنا أن في هذه الحوزة المباركة يدرس العرفان على ضوء كتاب ابن عربي ، وهذا خطر على الحوزة ولا سيما على شبابنا ، فان كل من قرأ هذا الكتاب يعتقد انه زنديق ولا إيمان له بالله تعالى وتقدس ، فالعرفان هو معرفة الأحكام الإلهية وهو العرفان الحقيقي و هو معرفة فقه آل محمد (ص) والعمل بها فانه هو حقيقة التقوى الذي أشار إليه تعالى بقوله ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وقد فسر في الروايات حقيقة التقوى بالالتزام بالواجبات الإلهية والاجتناب عن المحرمات كافة، هذه هي حقيقة التقوى ، وأما العرفان بمعنى كشف الحقائق ورفع الستار عن الواقع كما هو مصطلحهم مجرد وهم و خيال ولا حقيقة ولا واقع له وخلاف نص الآية المباركة و هي قوله تعالى : (( لا يعلم الغيب إلا الله ومن ارتضى من رسوله ))

المسالة الثالثة : إن علينا جميعا ولا سيما على الخطباء الكرام في الأيام القادمة وهي أيام المصيبة أن لا يقصروا في وظائفهم الشرعية بيان الأحكام الشرعية من الواجبات والمحرمات للناس ، والآداب والأخلاق و طريق التعامل مع الآخرين وان يكون برأفة ورحمة ومساعدة الضعفاء والفقراء والأيتام والأرامل والمرضى ومساعدة الأجهزة الأمنية في كشف أوكار الإرهابيين للحفاظ على أنفسهم و عوائلهم وعشائرهم ، وأيضا على الخطباء أن يستفيدوا من هذه الأيام ( أيام المصيبة )في المجالس بدعوة الناس إلى إقامة الشعائر الحسينية بهدوء واستقرارا وطمأنينة وبالتباكي والبكاء والاجتناب عن الضحك والصياح والبلبلة فان إقامة عزاء الإمام الحسين (ع ) لا بد أن يكون بالهدوء وبالاستقرار والطمأنينة والتباكي والبكاء ، لا بالصيحة والضحك فانه غير مناسب .
وأيضا على الخطباء أن يمنعوا من المسرحيات الغير اللائقة بمقامات الإمام الحسين (ع) وأصحابه وأبنائه وعائلته، و الإرشاد إلى ذلك.. هذا تمام ما أوصاكم به و الحمد لله رب العالمين ، والتمس منكم الدعاء جميعا.

٢٦ ذي الحجة ١٤٣٢

2011 -11 -23