لماذا يخشى نتنياهو إيران علنا ولا يخشى السعودية؟
خرجت تصريحات رئيس الوزراء الكيان الصهيوني المجرم (بنيامين تنياهو) وهي تحمل أطروحتين مختلفتين في الرؤية والهدف هي كالأتي الأولى: ما صرح به علنا قبل رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأمام وسائل الإعلام قائلا: بان كيانه المسخ قادر على ضرب إيران دون الحاجة إلى أشعار الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن مسألة توجيه ضربة استباقية أصبحت جاهزة ولا تحتاج إلا إلى بضعة أيام معدودات وتحقق هدفها المنشود ألا وهي تدمير المنشآت النووية الإيرانية حسب زعمه !والثاني: ماصرح به بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا : إن الحلول الدبلوماسية مازالت موجودة، وقوانين العقوبات لابد أن تأخذ مسراها الطبيعي نحو تحييد إيران وعدم امتلاكها التقنية النووية حسب زعمه مؤيدا تشديد وتطبيق عقوبات سياسية واقتصادية جديدة . هذه التصريحات حملت معها نقيضين مختلفين تدلان على ارتباكه الواضع وعدم قدرته في المواجهة العملية. سر تراجع المسخ( نتنياهو ) هو تصريح القادة الإيرانيين الذين اجمعوا على أنهم قادرون على توجيه ضربة استباقية للكيان الاسرائيلي تمحيه من الوجود وإزالة الكيان الغاصب وهي جاءت كرد فعل طبيعية لما صرح به نتنياهو ، ولعل سر هذه القوة لدى الإيرانيين هو استعدادهم للمواجهة مهما اختلفت صورا في الميدان وهي حملت معها رسالة واضحة لرموز الكيان الصهيوني ومن ورائهم بأنهم لن يتراجعوا إطلاقا، وان الحرب النفسية قد اجتازوها بنجاح تام : تصريحات نتنياهو الأولى والثانية ، تشوبها غياب الرؤية الواقعية لها بعد ان لمس باليقين ان القادة الإيرانيين يمتلكون من العلوم والتكنولوجيا والشجاعة مايؤهلهم لان يكون ميزان القوى بجانبهم بعدان استعرضوا مقدرتهم من خلال إقامة التمرينات العسكرية وبأحدث الأسلحة المتنوعة التي أربكت الحسابات الأمريكية والإسرائيلية كلها ، وهذا ماحدا بنتنياهو أن يسرع في رحلاته المكوكية هنا وهناك ليخرج بحصيلة مفادها: انه وكيانه لن يستطيع توجيه ضربة واحدة للجانب الإيراني لعدة عوامل منها:
أولا: عدم وجود تصور أمريكي صهيوني لردة الفعل الإيرانية وكيف ستكون على الأرض، أم في السماء، أم في البحر، فكل الخيارات مطروحة مما يعني تغيير المعادلة القائمة.
ثانيا: ان حادث إسقاط طائرة التجسس الأمريكية واستدراجها ، قد غير المعادلة جذريا على الأرض و أصبح القادة الإيرانيون مالكون ألان زمام المبادرة.
ثالثا: ان تهديد القادة الإيرانيين للكيان المسخ حمل معه توجيه ضربة معنوية قوية تحمل معها إشارات واضحة وقدرة كبيرة تتجذر في هذه النفوس التي لا تأبى إلا الصمود العملي قولا وفعلا .
رابعا:إن سيناريو الضربات الاستباقية الصهيونية والحرب النفسية أصبحت في طيات ودفاتر قد مضت ولن يكون له تأثير قوي وفق المعطيات والشواهد الحالية .
وإن الحرب النفسية التي مارسها الكيان الصهيوني المسخ انتهت على أبواب الدفاعات الإيرانية العملاقة التي أسقطت نظريته النفسية وقلبت المعادلة كليا.
ومن هنا وهناك أصبحت تصريحات نتنياهو عبارة عن تصريحات للاستهلاك الإعلامي لااكثر وهو اليوم خائف وجل أمام سيل التحدي الإيراني القوي الذي يخشاه هو وحكام البترول الخليجيين الذين ينفذون السياسة الأمريكية الإسرائيلية بتفاصيلها الكلية والجزئية ولكن يبقى سؤال يؤرقنا دائما لماذا لايوجه نتنياهو تصريحاته وبطولاته ويهدد حكام السعودية الذين وضعوا على علمهم المقدس اسم الجلالة والرسول الأعظم وهم يدعون بأنهم الإسلام المحمدي الأصيل ومحرري العربة والقدس الشريف ؟ والجواب عند نتنياهو معروف أن هؤلاء جعلوها زورا وبهتانا وهم عبيد له فهو لايخشاهم مطلقا وهم سائرون تحت راية الرضوخ الأمريكي الاسرائيلي ولن يحيدوا عنها إطلاقا . والآن هل عرفت ممن يخاف نتنياهو ويطلق تصريحاته الفارغة ؟