اهلا وسهلا بالزائر الكريم / الزائرة الكريمة
ندعوكم للإنضمام معنا الى اسرة منتديات آهالي المجر الكبير الثقافية
ساهم معنا في هذا المشروع الثقافي الاجتماعي التراثي الفريد من نوعه
اهلا وسهلا بالزائر الكريم / الزائرة الكريمة
ندعوكم للإنضمام معنا الى اسرة منتديات آهالي المجر الكبير الثقافية
ساهم معنا في هذا المشروع الثقافي الاجتماعي التراثي الفريد من نوعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديانات سكان ألأهوار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي كاظم درجال الربيعي

علي كاظم درجال الربيعي


عدد المساهمات : 1092
تاريخ التسجيل : 07/10/2011
العمر : 74

ديانات سكان ألأهوار  Empty
مُساهمةموضوع: ديانات سكان ألأهوار    ديانات سكان ألأهوار  Icon_minitime1الإثنين أبريل 23, 2012 3:25 am

ديـــــانات ســــكان الاهــــــوار
-------------------------
منذ نشؤء الاهوار ووفرة المياه والزراعة ، لجأت لهذا المكان مجتمعات واديان مختلفة ، ولكنها تألفت فيما بينها حسن المعاشرة ، فالسومرين وغيرهما من السلالات الحضارية المتعاقبة سكنة الاهوار وعشقت محاسنها الكثيرة ، وذكروها في اثارهم ورسوماتهم وتحفياتهم المكتشفة من قبل لجان التنقيب ، وبالرغم من اختلاف المعتقدات والديان لسكان الاهوار ، الا انهم تسودهم المودة وكل حسب ديانته ، وفي بلادما بين النهرين تتعايش منذ القدم اديان ومذاهب عدة ، فمعظم المدن العراقية الكبرى مختلطة الاديان والمذاهب ، وفي هذا الفصل نتناول الديانات المختلفة التي سكنت بيئة الاهوار منذ القدم
الصـــابئة:
وهم الصابئة المندائيون يتكلمون اللغة المندائية man daean وهي من اللغات السريانية الارامية واهم طقوسهم الاغتسال والضوء بالماء فهم يعتقدون ان الماء هو العنصر الذي يعطي الحياة للجسم والروح لذا فهم يغتسلون به بقدر ما يستطيعون وفي اوقات مختلفة ، وكل شيء يؤكل يجب ان يغسل بالماء الجاري ، لهم اعياد خاصة بهم ، وايام صيام يصومون فيها ، وهم لايتزوجون بغير النساء الصابئيات ويتجنبون أي اتصال وثيق مع ذوي الاديان الاخرى ، ويبلغ عددهم 10950 عام حوالي الاربعة آلاف نسمة في العراق ، ومنهم الاساسية في القدم الحدادة وصياغة الفضة وبناء الزوارق وصناعة المناجل وادوات الحفر ، اما في الوقت الحاضر فمهنهم صياغة الذهب ولهم تجار معروفين 0
لقد استوطن الصابئة الاهوار ، ويبدو ان الدين الصابئي المندائي هو الدين الا قدم بين الديانات العراقية ، وانتشروا الصابئة بين قرى الاهوار على شكل اسلاف وبيوت ، فمثلاً كان يقطن في قضاء الجبايش 120 اسرة من هذه الديانة وتزداد نسبتهم في مدينة سوق الشيوخ ، وما زالوا يتحدثون المندائية ( لهجة ارامية ) في المراسيم الدينية وحتى المنطقة التي يسكنوها قرب نهر الفرات في سوق الشيوخ سميت المنطقة باسمهم منطقة (الصبة ) ويقطنون كذلك في اقضية ونواحي وقرى محافظة العمارة ، والذي لايعرف طقوس هذا الدين يتخيل انهم من عباد الماء اكثر ارتباط طقوسهم به واجلالهم لنهر الفرات ،وقد اشار عدد من مؤرخي الملل والنحل الى هذا النوع من العبادة 00
والمندائيون الصابئة وهي التسمية التي وردت في القران الكريم وتسميتهم هذة وردت في كتبهم الدينية باسم (المندائيين )، وقد اختلف المؤرخون قديماً وحديثاً في أي بقاع من العالم تطورات فلسفتهم وطقوسهم الدينية ،اعتبرهم البعض من بقايا سلالات الاقوام السومرية ، وطوروا مقدساتهم نحو مرور الزمن 00
ويرى قسم من المؤرخين وكما جاء في الكتب المندائية المقدسة ، ككتاب ( كنز أربا ) وكتاب ( هران كوثة ) وكتاب ( دراشة بهيا ) بأن نشأتهم في فلسطين ، وغلى نهر الاردن اقيمت طقوسهم حيث قام مرشدهم ونبيهم ( يحيى بن زكريا ) بالتعميد
وبعد تعرضهم لمجازر كثيرة في فلسطين قبل الميلاد نسبب معتقداتهم الدينية المتعارضة مع الطوائف اليهودية حيث قتل الرومان عدد من رؤسائهم الروحانيين وعلى اثر ذلك هاجروا قبل الميلاد على شكل مجموعات اتجه قسم منهم إلى مدينه ( حران) وقسم منهم واصل جنوب العراق واستقروا في اهواره وبقوا محافظين ومطورين عقائدهم الفلسفية متاثرين ومؤثرين بمن حولهم ، وعندما جاء الفتح الاسلامي للعراق عوملوا كاهل المدينة .
اما ديانتهم فيؤمنون بالتوحيد بالحي العظيم ، ويؤمنون بان نبيهم الاول آدم ، وما يؤكد قدم هذا الدين هو صلته الوثيقة بالديانة البابلية ، وكما اسلفنا بان كتابهم المقدس (كنز اربا ) يقع في ستمائة صفحة ، وتسعون صفحة من الحجم الكبير المعتمد دينيا ان يكون مستنسخ باليد وباللهجة الآرامية وترجم الى اللغة الانكليزية والالمانية والايطالية وغيرها ، واخيرا ترجم في عام 1998 من اللهجة المندائية الى اللغة العربية بواسطة لجنة مختصة لهذاالغرض .
يحتوي ( كنز اربا ) على عدة فصول تبحث في وصف الخالق ووصايا عامة والتعميد وخلق الاكوان والانسان وهبوط النفس وعروجها ثانية الى الخالق ومحاورات فلسفية حول الموت والحياة والانسان ، كما ان صراع الاضداد او ما يسمى بـ ( الثنوية ) هو الشكل الرئيسي في صياغة افكار كتابهم المقدس فالكون بأكمله قائم علىصراع محتدم بين ضدين متلازمين متصارعين لاينفصلان ولايلتقيان ولكون عبارة عن عالمين هما عالم الخير ويطلق بالمندائية ( عالم المنادنهورا ) ويوصف بانه عالم الطيبة ، ويتربع على عرشه ملك النور العظيم ، خالق جميع الظواهر 00 لانقص فيه انت النور الذي لاظلام ولاغضب فيه ، اذن الصابئة ديانه سماوية لاقوام توطنوا الاهوار منذ القدم ، ولا زالت مساكنهم تحاذي الفرات قرب الاهوار . .
الـيهودية:-
وهي ديانة سماوية اعتنقها اليهود ، ويتكلمون العبرية ، وكتابهم المقدس (التوراة ) وتوطنوا ارض بلاد ما بين النهرين منذ القدم ،وكانت نسبتهم كبيرة في قضاء العزير التابع لمحافظة العمارة ، ثم هاجروا الى اسرائيل وبقوا طوال سنواتهم في المنافي يحنون الى بيوتهم ومواطنهم السابقة على ضفاف الفرات ودجلة في منطقة العزير وغيرها ، وللحاخامات اليهودية صفة مميزة الا وهي اطالة اللحى ووضع طاقية فوق الراس ويمتاز يهود العراق بالفتهم مع المسلمين ويتكلمون كما اسلفنا العبرية وهي لغتهم الرسمية ولهم معابدهم الخاصة بهم واعيادهم المختلفة ، واليهودي عكس الماسونية لان الاولى ديانة سماوية والثانية عصابة صهيونية ضالة هدفها محاربة الاسلام وبقية الاديان واحتلال البلدان .
ان اليهود توطنوا الجنوب العراقي منذ القدم ،وبنوا بيوتهم قرب الاهوار بنسب كبيرة في اقضية ونواحي محافظة العمارة ، وحتى بعد هجرتهم الى الغرب والدول الاوروبية كانوا يقصدون (العزير )ذا القبة الزرقاء كل عام الذي سمي القضاء باسمه ولا زالت الرسومات والاسماء عبرية منقوشة في هذا الضريح المقدس ،ولازالت التوراة تزين رفوف هذا الضريح ويمارس اليهود دياناتهم في الجنوب العراقي وفي بيئة الاهوار بالاخص بكل حرية واحترام ، وطقوسهم العقائدية لها مراسيمها الخاصة بها ، وبعد هجرتهم الى اسرائيل وبقية الدول بقيت علاقاتهم متعلقة بحضارة وتراث وادي الرافدين ، وفي مطلع الخمسينات كانت ( اور يهود ) وهي عبارة عن ثلاث مخيمات من يهود العراق هي ( كفار عانة ) و( خيرية ا) و( خيرية ب) ، وسميت بـ ( اور يهودا) وهي دلالة على تمسك هؤلاء الاقوام بحضارة العراق واشتملت هذه المخيمات على اكواخ من الخشب والقماش ، وبمرور الزمن اصبحت بلدة ( ( اور يهودا) مدينة يهودية تحتفظ بعادات وتقاليد ولغة المجتمع العراقي ، وتقع هذه المدينة في منتصف الطريق بين مطار بن غوريون ( اللد) و0 تل ابيب ) وظل معظم سكان هذه البلدة من يهود العراق الذين حافظوا على تراثهم العظيم من عادات وتقاليد ولغة وأكلات شعبية وكل ما كانوا يمارسونه في بلاد ما بين النهرين .
ونجد في هذه البلدة ( اليهودية -العراقية ) مركز ( تراث يهود العراق ) وفي هذا المركز خلاصة تاريخ يهود العراق ، ولازال مرقد ( العزير ) بقبته الزرقاء التي تستمد لونها من السماء والماء شاهدا على توطن اليهود رض العراق ، وتآلفوا مع بقية الاديان في هذه المنطقة .
المسلمون :-
اما بالنسبة للمسلمين ( سنة وشيعة ) فالسنة لا يقطنون اهوار العمارة الا بنسب ضئيلة جدا وربما معدومة تماما ، اما في قضاء سوق الشيوخ .. مدخل الاهوار ، وناحية كرمة بني سعيد فانهم موجودون وهؤلاء ينتسبون الى (ال سعدون ) وكذلك يتواجد السنة في قضاء المدينة والقرنة بنسب ضئيلة جدا ايضا ، واغلب سكنة الاهوار هم الشيعة ولكن هؤلاء كانوا متعاطفين مع بقية الأديان والمذاهب ، بالرغم من ممارسات السلطات البائدة لبث حالات الفتن بين هؤلاء الاقوام والاديان .
ان حالات الاهمال ( الثقافي - التربوي ) من قبل السلطات الحاكمة في هذاالبلد ، هي التي اودت بالانسان في الاهوار ان يعيش حالة الجهل وعدم معرفته القراءة والكتابة وكذلك عدم انشاء وبناء المدارس القريبة منهم ، ونعتهم بصفات مهينة ،فتراهم مبعدين عن الترفيه ، ولو كانت هذه المنطقة في بلد اوروبي لوفرت له كل مستلزمات الثقافة العقائدية والفكرية ، وبالرغم من حالات الاهمال والاذلال الا ان الاصالة والفطرة السليمة والذوبان بالمعتقد الاسلامي هي الصفة الحقيقية لسكان الاهوار . ان السنة سكنوا في القرى والنواحي المحيطة بالاهوار ولهم اعتقادهم بمذاهبهم الاربعة ، ولا يختلفون عن الشيعة بالتوحيد والميعاد والنبوة ، وسنة العراق اكثر انفتاحا واندماجا ومودة مع المذهب الشيعي وحتى في مسالة الزواج نراها متبادلة فما بينهم فالسني الرافديني يتجاور مع اخيه الشيعي ويزور لعتبات المقدسة ويحضر عزاء الامام الحسين (عليه السلام ) ويبكي لمصيبته اما الشيعة فانها احدى مذاهب الاسلام وربما هي الاغلبية الساكنة في الاهوار والقرى المحاذية لها وهؤلاء لهم مراسيمهم الخاصة بهم ، ومارست الحكومات السابقة انواع التنكيل والاذلال مع اصحاب هذا المذهب الاسلامي .
ان الشيعة في الاهوار لهم اعتقادهم بالائمة الاثني عشر المعصومين ولهم تقليدهم الفقهي والديني لمراجع الدين حيث يذهبون اليهم في مساءلهم الدينية ، ولهؤلاء المراجع رسائل احكام وفقه على شكل كتب ن وهي بمثابة دساتير عمل عقائدية للشخص المقلد ياخذ منها احكام الصلاة والصوم والزكاة ، والاشياء الاخرى المتعلقة بالدين الاسلامي .
ويعتقد الشيعة في الاهوار كبقية الشيعة في بلدان العالم بالامام المهدي الغائب الذي ياتي اخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا ويقضي على الظلم والطغيان .
كما واود ذكر ان اغلب الكتاب والباحثين الاجانب والعرب الذين زاروا بيئة الاهوار وكتبوا عنها وعن معتقدات سكانها تناولوها بصورة غير منصفة ، يقول الرحالة المستشرق البريطاني " ويلفرد شيكر" حول الطقوس الدينية لشيعة الاهوار ( واكثر المعدان متهاونون في امور دينهم وقليل من يعرف اداء فريضة الصلاة واقل من هؤلاء من يصوم شهر رمضان وقد شاهدت المعدان مرتين اثنين حفلات الرقص يمثلون الصلاة بشكل فاحش مزري وحينما يؤدون فريضة الصلاة يضعون كغيرهم من الشيعة طينة مقدسة -تربة- امامهم ويمسونها بجباههم عندما يسجدون ، وفي احدى مناسبات الرقص وضعت طابوقة على الارض واخذ احد الاولاد المشتركين في الرقص في فترات متعاقبة ويسجد للصلاة وقد جعل القبلة وراءه ، بينما وقف الثاني خلفه واخذ الحاضرون يرددون "سبحان الله" .. الله اكبر ) .
هذه ليست حقيقة الانتماء للدين الاسلامي للانسان هناك كما يدعي الانسان البريطاني " ويلفرد شيكر" وفرق شاسع بين الرقص والصلاة والسذاجة والايمان ، واذا كان هذا الكاتب قد التقى بفئة معينة في الخمسينات وزار منطقة واحدة ، واصدر حكمه القاسي بحق اتباع ديانة اصيلة من المجتمع الرافديني ، وربما لم يقرا هذا الزائر او السائح البريطاني تاريخ مدينة ( الجبايش ) ولماذا سميت بالجزائر ولم يقرأ عن مدارسها الدينية ، ولم يشاهد ها الرحالة البريطاني بقايا جامع المؤمنين في ناحية كرمة بني سعيد والذي كان في يوم ما مدرسة علم يدرس فيها مختلف علوم المنطق والفقه والشريعة الاسلامية ولكن تبقى الشبهات ملاصقة لشيعة الاهوارحتى في يومنا هذا ، ولكننا في هذه الدراسة الموسعة وبالاخص في هذا الفصل سنبين ما هية التدين للانسان هناك ، ليس من باب الدفاع عن انسان القصب وبيئة القصب وانما توثيق مسيرة حالفلة بالعطاء انجبت شخصيات علمية وثقافية تركت اثرا ثقافيا وفكريا لا باس به.
ويقول كذلك "ويلفرد شيكر" ( في عام 1992 كنت في الاهوار حينما حل شهر محرم الحرام ، وفي بعض الأماكن شاهدت القرويين يتجمعون مساء كل يوم ويعلنون حزنهم على الامام الحسين (ع) ، ويتولى احد -السادة -شرح قصة مقتل الامام الحسين (ع) ولم اجد في بقية الارياف والقرى أي محاولة للاحتفال بذكرى هذا الحادث ) عندما قرات هذا الكلام عن سكان البطائح ومعتقداتهم التي تبدو للكاتب ويلفرد شيكر طقوس فارغة من محتوى الأيمان تذكرت تلك القوافل التي تنطلق من الاهوار الى المراقد المقدسة وتلك الدموع التي تنساب بين جفوت ومقل محبي ال البيت وعاشقي واقعة الطف .
لقد حاول الحكام الطغاة القدامى والمعاصرين منع الشيعة في الجنوب العراقي من اقامة مراسيم العزاء فلم يستطيعوا ذلك وحتى وصلت بهم الحالة الى تقطيع اككفهم مقابل زيارة الحسين اليست هذه الادلة كافية للاستاذ " ويلفرد شيكر " على تاصيل المذهب الشيعي كمعتقد للانسان هناك ، وربما لم يات هذا الكاتب لقرى سوق الشيوخ وضواحي البصرة واقضية العمارة لكي يرى البيارق السوداء ومراسيم التابين المنتشرة في تلك المناطق ايام عاشوراء .
لقد كانوا الشيعة متالفين من بقية الاديان والمذاهب الاخرى ، والحسين لم يكن فقط رمزا اسلاميا للشيعة فقط ، وانما رمزا للانسانية ولبقية اديان الاخرى ، والجدير ذكره عاى الفة هؤلاء الاديان ومشاركة الجميع في مراسيم عاشوراء هي هذه الحادثة رواها الكاتب والشاعر العراقي فالح حسون الدراجي في مقال نشر في صحيفة المأتم الصادرة في لندن عام 2002 حيث يقول Sad قبل حوالي نصف قرن وفي ناحية كميت من محافظة العمارة كان يقام هناك مجلس عزاء نسائي في احد تلك البيوت فكانت تحضر ام سليم زوجة عزرا اليهودية ،وام ستار زوجة عمارة الصائغ الصابئية والمعلمة سميرة زوجة انورالبزاز المسيحية وجميلة خلف الدليمية السنية وام علي العلوية وهي بنت عم الشاعر عيسى حسن الياسري اضافة الى ام صادق الكردية الفيلية ، وثمة نساء وبنات من ملل وطوائف واديان اخرى وفي موسم عاشوراء كان هذا الحشد النسائي العراقي يبكي ويحزن على مصيبة الحسين بالرغم من اختلاف الاديان والمعتقدات وهدده هي معنى المودة والالفة بين سكان هذه الأديان وطبائع حسنة من المجتمع العراقي .
ان هذا التداخل والتعايش عبر الدهور بين مختلف الاديان فوق وادي الرافدين مما جعل المسلمين يقيمون فاتحة لمسيحي في المسجد وصابئة يزورون ضريح الامام علي وينذرون له النذور ومسلمة ارضعت طفلا صابئيا وظل على دينه وتوافيه بعاطفة الامومة حتى وفاتها ومسيحية تندب السيدة مريم العذراء والسيد المسيح والنبي محمد والامام علي بن ابي طالب معا لحظة واحدة وصابئي ينافس المسلمين ويشارك باكثرمما يشارك به تجارهم بما يجمع لقارئ المنبر الحسيني في عشرة عاشوراء ومسملون لا يفطرون في ايام رمضان الا بعد ان يزودوا جارهم الصابئي من مائدتهم ، واول الداخلين عليهم في يوم العيد هو وعياله، بهذا السلوك الانساني المتمدن جعل العراقيون الاديان سبيلا لوحدة البشر وسط تنوعهم لا سبيلا الى الكراهية والتفرقة .
ولعل المرء يصاب بالدهشة والذهول عندما يسمع بمختلف الاديان في بلاد وادي الرافدين ، وهذه الاديان لها حقها وتتالف قيما بينها بعادات متحضرة كالجوار والتواصل الاجتماعي والاحترام المتبادل ، انها حالة فريدة في هذا العالم وربما نقرا ونسمع ونرى بعض الاحيان من خلال الاعلام والفضائيات التلفزيونية بان في بلد الهند حصلت قبل اعوام خلافات وصراعات بين الاقوام الدينية والمذهبية كما حصل بين الهندوس والمسلمين حول قضية مسجد "بابري " في الهند .
وكذلك الخلافات المذهبية في الباكستان وافغانستان وكشمير والجزائر وغيرها من مناطق العالم ، ولم نر أي خلاف او صراع بين اديان بلاد ما بين النهرين وذلك لعراقة وتمسك شعب هذا البد بالتقاليد والعادات الحسنة منذالاف السنين ، لقد كان ولازال الصابئي والسني في العراق يشاركون الشيعي في مراسيمه الدينية وعندما يحل شهر محرم الحرام تاتي وفود الخطباء والعلماء من النجف الاشرف وكربلاء المقدسة الى مناطق الاهوار يمكثون في هذه القرى الريفية عشرة ايام متتالية او اكثر يقصون مقتل الحسين (ع) باسلوب تراجيدي مبكي وهذه المجالس تقام في المضايف ، والبيوت ويتحمل الخطيب متاعب السفر لكي يوصل منهجية ثورة الامام الحسين (ع) باسلوب تراجيدي الى المتلقي الاهواري ويستخدم الموعظة والحكمة والنصائح لتوعية ابناء هذه المنطقة ، وهكذا يتجدد مجيء هؤلاء الخطباء في اشهر رجب ورمضان وشعبان ولشيعة الاهوار سمة التعلق بالحسين وثورته وال بيته وحتى ينذرون لهم النذور ويقسمون باسماءهم ويرتدون الملابس السوداء نساء ورجالا مواساة لمصيبة كربلاء وينصبون الماتم في كل بيت ومكان اما اشرطة الكاسيت فانها تجوب المناطق بصداها المحزن من مراثي ومحاضرات وخطب والخطيب الذي ياتي الى قرى الاهوار يكرمه اهل هذه المنطقة باعتباره ضيفا عزيزا وقد مارس هؤلاء الخطباء عملهم بجعل واقعة الطف منار هداية وتوعية للامة ولعل مصيبة الحسين اصبحت مدرسة انسانية طوال العصور يهتدي بها ويتاثر بواقعيتها كل انسان فهذا محرر الهند " المهاتما غاندي " يقول : ( تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر ) ، ويقول المفكر الالماني " نيتشه : ( لو كان الحسين لنا لوضعنا له في كل شارع تمثال ) ، ولكن تمثال ونهج وفكر الحسين مرسوم ومحفور في قلوب الشيعة اينما حلوا وتوطنوا سواء اكانوا في قرى الاهوار او في أي مكان اخر .
------------------------
مهدي الحسناوي / منقول عن طريق الاخت منازار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديانات سكان ألأهوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سكان الاهوار - الاصول والجذور / خيرية عبود وعبد الحليم مهودر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم ميسانيات :: منتدى تأريخ مدن ميسان-
انتقل الى: