محمد شحم ابو غدير
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 08/10/2011
| موضوع: ساستنا بين الإسراف والتبذير العلني ودعوة المظلوم./ محمد شحم أبو غدير الخميس أبريل 12, 2012 1:24 pm | |
| ساستنا بين الإسراف والتبذير العلني ودعوة المظلوم./ محمد شحم أبو غدير لقد نهى الله سبحانه وتعالى عن صفتي الإسراف والتبذير المذمومتين ، وحذر منهما بنص كتابه العزيز ،حيث قال عز من قائل: ولا تسرفوا أن الله لايحب المسرفين . والإسراف والتبذير أن اجتمعا ولدا بذخا وترفا وإفراطا كبيرا ، لذا عندما تتصفح صحائف التأريخ تجد المترفين منعمين على حساب أبناء جلدتهم ممن أكتوى بنار الفقر والعوز الشديدين، صفة الإسراف اليوم لها مصداق واقعي حقيقي لدى بعض ساستنا وهذا ماتحقق عمليا عن طريق هدر المال العام منذ سبع سنين خلت وبشهادات كثير من المسؤولين العراقيين وبأموال هائلة ذهبت هنا وهناك كحقوق وامتيازات توزعت بين مجلس الحكم والحكومة المؤقتة والبرلمان وأعضاء المجالس البلدية وغيرهم ممن شملتهم الموائد الشهية وفق القوانين التقاعدية التي ليس لها نظير في قوانين ودول العالم كله . وأصبح الإخوة السياسيون من المتقاعدين يجوبون مصر وسوريا والأمارات ودول العالم لشراء أرقى الشقق والعمارات الفاخرة !! بل وصلت هذه الأموال التقاعدية أرقاما تقدر بمليارات الدولارات تقطع من ميزانية هذا البلد المبتلى ، والناظر إلى هذه المبالغ المليارية المهدورة التي أنفقت هنا وهناك سيقف موقف التعجب أمامها !! بل لم نستغرب من ت صرح النائب السيد عبد الحسين عبطان عندما قال : إن ميزانية عام 2012 تم تخصيص 14 مليار دولار منها نفقات الحكومة من أشياء كمالية؟ أيعقل أن تخصص نثرية قدرها 14 مليار دولار لكماليات الحكومة من اثات وموبايلات وسكن وكماليات وهي تعادل ميزانية ثلاث دول؟أ يعقل هذا حقا ؟ العقلاء يرفضون ذلك أكيدا لكون الساحة العالمية تعيش أزمات وإرهاصات اقتصادية كبيرة جدا، والكل يفكر في أسلوب يستطيع فيه جعل موارده وإمكاناته تصب في خدمة الناس والمجتمع ، وهذا هو المنطلق الأساسي لأي حكومة كانت ، وليس جعلها في خدمة المسؤول الحكومي ، إن هذه الأموال المليارية الهائلة تبعث الأسى والحزن في نفوس أبناء المجتمع والذين يروون: أن السياسيين قد اوجدوا حالة شاسعة من التفاوت الطبقي الهائل بينهم، مما يعني : إن عامل السياسة والوصول إلى سدة القرار الحكومي أصبح منية الكثيرين الذين يبحثون عن فرص الارتقاء في السلم الحكومي ، أو قل منتهزي الفرص ممن يحلمون بالثراء والغنى السريع الذي لاطريق له اليوم الا في قاموس سياسيين العراق تحديدا!! وفي المقابل من ذلك تتواجد جيوش هائلة تقدر بخمسة ملايين يتيم وثلاث ملايين عاطل وأرقام كبيرة من المعوزين والمحتاجين في المجتمع العراقي ! نحن لانريد من إخوتنا السياسيين أن تنطبق عليهم ظاهرة الترف والسرف المذمومتين ، ولكن قلم النصيحة والعقل الإنساني يناشدهم بان تكون هذه الأموال هي من حقوق أبناء الشعب المسكين الذي هو أحوج إليها هذا أولا، وثانيا : إن الأجيال القادمة لها حق فيها وإلا فإننا إذا استمر الحال بضع سنين سنعيش على حالة مأسوية ، لكن ننبه والتنبيه ينفع المؤمنين بان هناك من أبناء هذا الشعب المبتلى عوائل مازالت تبحث عن رغيف خبز وإننا نخاف على أخوتنا يوم ترفع الأكف من بعض هؤلاء المظلومين فتحقق دعوة المظلوم التي لايردها الله تعالى إطلاقا.
| |
|