علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092 تاريخ التسجيل : 07/10/2011 العمر : 74
| موضوع: شاعرات عربيات الثلاثاء أبريل 03, 2012 2:46 am | |
| شاعرات عربيات ----------------------- إن ندرة الشعر النسائي في الجاهلية والإسلام يعود إلى الأوضاع التي لا تبيح للمرأة ولو جزءاً من الحرية،. يذكر بشير يموت في كتابه شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام 'أن هناك مئات الشاعرات ولكن شعرهن كان بعضه من قصيدة أو قصيدتين وجاء منشوراً في كتب مختلفة وهذا الشعر يكاد لا يوازي شعرَ واحدٍ من الشعراء المكثرين، وفيه أبواب الشعر كلها من مدح ورثاء وهجاء وغزل وحكمة ونصيحة وحماسة والتحزب السياسي والقومي والجنسي. وهناك شاعرات ذاع صيتهن وامتزن بجودة الشعر متانة ولغة فصيحة مثل ليلى الأخيلية وبنت طريف وأم الضحاك وغيرهن، أما ليلى بنت طريف فلها القصيدة الخالدة التي مطلعها: -------------------------- فيا شجر الخابور مالك مورقاً كأنك لم تجزع على ابن طريف ------------------------ ومن هؤلاء الشاعرات صفية بنت ثعلبة الشيبانية الملقبة بالحجيجة وهي التي أجارت'الحُرَقَة' هند بنت النعمان، وأعلنت الإجارة إلى قومها ضد كسرى وجيوشه وتقول قصائد كثيرة في هذا الأمر ومنها القصيدة التـي مطلعها: --------------------------- أحيوا الجوار فقد أمانته معاً كل الأعارب يابني شيبان *** ما العذر؟ قد لفت ثيابي حرة مفروشة في الدر والمرجان **** ومنهن 'الحرقة' نفسها هند بنت النعمان بن المنذر التي طلبها كسرى من أبيها للزواج فأنف النعمان أن يزوجها من أعجمي فجند كسرى الجنود وفتك بالنعمان وهربت الحرقة إلى بوادي العرب وبلغها أن كسرى أرسل جنداً إلى بكر بن وائل فأنذرتهـم بقولها: -------------------------- ألا أبلغ بني بكر رسولا فقد جد النفير بعنقفير *** فليت الجيش كلهم فداكم ونفسي والسرير وذا السرير **** ولما هدد كسرى بقتل من يجيرها أو يحميها قالت يائسةً: ---------------------------- لم يبق في كل القبائل مطمع لي في الجوار فقتل نفسي أعوَدُ *** ما كنت أحسب والحوادث جمّة أني أموت ولم يعدني العوّد ********************* ومن الشاعرات زوجة قراد بن أجدع التي كفل زوجها الطائي المحكوم بالإعدام من النعمان واستمهله الرجل حتى يأتي أهله فأذن له بكفالة قراد بن أجدع ولما تأخر الطائي وضعوا زوجها على النطع ليقتل فقالت زوجه: ---------------------- أيا عين بكّي لي قراد بن أجدعا رهيناً لقتل لا رهيناً مودّعاً **** أتته المنايا بغتة دون قومه فأمسى أسيراً حاضر البيت أضرعا ****************** ثم حضر الطائي فنجا زوجها وعفا النعمان عن الطائي، ومن تلك الشاعرات هند بنت معبد من بني أسد التي نادم جدّها النعمان فسكر وأمر بقتله مع عمرو بن مسعود فرثتهما بقولها: ________________ ألا بكّر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود و بالسيّد الصمد ***** إن الشاعرات في الجاهلية والإسلام كثيرات بيد أنه لم يصلنا من شعرهن إلا نادره ومعظمه طمس أو أغفله النقلة والكتّاب وجامعوا الكتاب، ذلك أن مجتمع المذكرين يأبى أن يحوي الإناث إلا لأسباب وليس الشعر منها. --------------------------
| |
|