علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092 تاريخ التسجيل : 07/10/2011 العمر : 75
| موضوع: تاريخ مدينة الرفاعي الثلاثاء مارس 20, 2012 2:50 am | |
| تأريخ مدينة الرفاعي ---------------- الرفاعي واقعة في مثلث اثري تحتل مركزه ورؤسه الثلاث من الجنوب مدينة لكش ومن الشرق مرقد السيد احمد الرفاعي ومن الغرب مدينة اوما (جوخه) بدأ تكوينها في تهاية النصف الاول من القرن التاسع عشر يوم اصبحت مركزا تسويقيا للجنوب ويسمى(منثر الشويلات )وتدل الحوادث التاريخية على ذلك .. ففي عام 1867م تم تقليد الامير ناصر باشا السعدون في هذه الحاضرة رتبة "مير ميران" كان ذلك في 29 شوال 1286 حسب التاريخ الهجري حيث اوصله اليه السيد حسن افندي() وهكذا استمرت هذه الحاضرة بالتطور وبوتاتر سريعة مما شجع بعض تجار سوق الشيوخ لشراء بعض الاراضي والبساتين وهو الحاج عباس الكرادي والذي يعود لقبه الى (الكرادة الشرقية) حيث ابتاع هذه الارض من ال مناع عام 1893م كما يراه الاستاذ الحسني في كتابه الموسوم (العراق قديما وحديثا)() اما الدكتور الفياض فيرى ان ذلك حدث عام 1899م كما جاء في كتابه مشكلة الاراضي في لواء المنتفك(). وقَدْ اخ اسم هذا الملاك يطغي على تسمية المنثر فاصبحت تسمى قصبة الكرادي واخذت حوانيتها وسكانها يزداد .حتى شكلت فيها الحكومة البريطانية ناحية في سنة 1916م وعين السيد عبد الحميد السوز مديرا لها،وفي عام 1928 صدرت الارادة الملكية المؤرخة في 20 مايس1928 والمرقمة(77) يجعل ناحية الكرادي قضاء الكرادي وفي 20 حزيران 1935م وعندما زار ياسين الهاشمي يوم كان رئيسا للوزراء انذاك مدينة الرفاعي اقترح ابدال اسم الكرادي بالرفاعي تخليدا وتيمننا بالسيد احمد الرفاعي الذي يبعد مرقده المقدس عن المدينة بــ 55 كم شرقاً.. ومن الجدير بالذكر ان لواء المنتفك في عام كان1880 تابعا لولاية بغداد اذ كانت الولاية في ذلك العهد مقسمة الى سبعة سناجق (الوية)هي بغداد،الحلة،كركوك،العمارة،المنتفك،نجد،البصرة ولم يصبح المنتفك تابعا للبصرة إلا عام 1990م حيث اصبحت البصرة ولاية وسناجقها (العمارة والمنتفك ونجد) (1) فاصبح ما يطبق في الولاية يطبق فيها. وكان قضاء الحي تابعا الى سنجق المنتفك الا انه في عام 1917 افرز هذا القضاء بعد فصلت منه ناحية الكرادي (الرفاعي حاليا) وناحية قلعة سكر لتكون مع بعض الاراضي التابعة انذاك لقضاء الشطرة وذلك حين جعل الكوت لواء وقد كان الكوت حتى ذلك التاريخ قضاء ملحقا بولاية بغداد.
كان الهدف من هذا الافراز بالنسبة للحكومة انذاك هو القضاء على المشيخة وتحجيم دورها،ويرى الاستاذ ضياء شكارة كما يرويها الدكتور الفياض في كتابه الموسوم (مشكلة الاراضي في لواء المنفك) ان سياسة الحكومة العثمانية اتجهت بعد اعلان الدستور (1908م ) الى معالجة المشكلة القبلية في العراق مستهدفة من ذلك هدفيين اساسين اولهما القضاء على نظام المشيخة والثاني العمل على استقرار القبائل الرحل.ولتحقيق الهدف الثاني قررت الحكومة تاليف لجنة لدراسة مشكلة استقرار القبائل حيث ادركت الحكومة ان سبب عدم الاستقرار هو المشاكل التي تحصل بين الملاكين والمزارعين كما استثمرت الحكومة بعض الخصومات التي حدثت بين ال سعدون والمزارعين خاصة في عهد الشيخ فالح باشا السعدون لاجلاء السعدون من ارض المنتفك الا انهم سرعان ماعادوا بصفة ملاكين واصحاب اقطاعيات(2) وخلاصة القول فقد اخذت العشائر والتي تقع ضمن الرقعة الجغرافية بالتوطن وهي عشائر (الشويلات،بني ركاب،قراغول،الصرفيين،حجام ،عكَيل،ال مشلب ،خويلد وعتاب)وبدات عملية الانفاق على الارض بين المالك والمزارع والفلاح وبدات العشائر القاطنة على ضفتي نهر الغراف تشتغل بالزراعة وفلاحة البساتين في اواخر حكم الدولة العثمانية وحتى مجيء سلطة الاحتلال فكانت الرفاعي ناحية مابعد الاحتلال البريطاني من الوجهة الادارية وعشائرها خاضعة لمدير الناحية الذي يعمل على الاستقرار والامن وتطبيق القانون فكانت صفة الاستقرار للعشائر القاطنة فيه اكثر مما هي في الشطرة ،حيث لعب يوسف الخير الله رئيس عشائر الشويلات دورا مهما والذي يراس اتحاد عشائر ال حميد فقد كان شخصية لامعة في شط الغراف كما يصفه الدكور عبد الجليل الطاهر في كتابه الموسوم (العشائر العراقية) يقول عنه " كان محاربا عنيداً اداريا محنكا ومن الممكن ان يعزو الهدؤ في الغراف الى هذه الشخصية" (3) مقتل الشيخ يوسف الخير الله: --------------------- حدث خلاف بين بعض الافراد من عشيرة الشويلات مع اخرين من عشيرة خويلد جرى بينهم سفك دماء.. وذات ليلة كان يوسف الخير الله جالسا مع بعض الشيوخ الاخرين في الهواء الطلق وكان ذلك عام1918م اذ جاء رجل راكضا يحمل رسالة وكانت الرسالة كما تبين من الاهتمام بها تحمل مضمونا مهما عندها طلب الشيخ سراجا يعينه في قراءة الرسالة وعندما بدأ يقرأ اطلقت عليه ثلاث رصاصات اردته قتيلا وقد ثبت بالتحقيق ان(حاج يزع الحرجان)هو المدبر المسؤول عن الحادث فهبت عشيرة الشويلات للاخذ بالثار ففر ال خويلد لطلب الحماية من الشيخ خيون العبيد رئيس عشائر العبودة كونه منافسا لمشيخة ال خير الله من حيث النفوذ في شط الغراف ،عندها كتب موحان الخير الله الذي خلف ابية رسالة الى خيون يوضح له ماحدث وينبه ويحذر ويهدد بالهجوم على (عبودة)اذا لم يسلم (حاج يزع الحرجان) واتخذت الاستعدادات اللازمة للمعركة . المصادر // (1) مباحث عراقية /يعقوب سركيس (2) د. عبد الله الفياض /مشكلة الاراضي في لواء المنتفك (3) د. عبد الجليل الطاهر /العشائر العراقية ماقبل ثورةالعشرين ------------------------- في اجواء الاحتلال البريطاني كان يوسف الخير الله يحسب لها حساب حيث يسيطر على منطقة واسعة وغنية تربط حوض دجلة بالفرات من الجانب الشرقي لنهر الفرات يقابلها من الجانب الغربي عشائر بني ركاب والتي تمتد من حدود مدينة الحي وحتى حدود الشطرة الشمالية فهذه المنطقة تشكل القناة الموصلة بين نهر دجلة وحوض الفرات وهذا ما جعل سلطات الاحتلال تهتم بها من اجل السيطرة عليها وكان يسيطر على الضفة الشرقية منها لنهر الغراف الشيخ موحان الخير الله والذي خلف والده واتصف بصفاته من حيث الخلق وقوة الشخصية وان احترام الشيخ يوسف وهيبته تحول الى احترام ولده الشيخ موحان الخير الله (1900-1957) وقد كان يوسف الخير الله (1865-1918) من بين اعلام شيوخ العشائر في تلك المنطقة ويوجز تلك الشخصية المؤرخ الاستاذ ثامر عبد الحسن العامري في موسوعته اعلام القبائل العراقية (هو الشيخ يوسف بن جابر بن سلمان بن محمد بن شنان بن حمضي بن حبيب بن خير الله انه من شيوخ الغراف الاقوياء والده جابر الذي تحدثت عنه الوثائق العثمانية بانه زعيم قوي له السيطرة الكاملة على عشائر مناطقه ورثه عنه ولده يوسف هذه القوة منذ شبابه الاول اذ اشترك في حروب القبائل وانتصر فيها وكان مضرب الامثال في شجعاته وفروسيته شارك الشيخ يوسف في معركة الشعيبة ضد الانكليز وكان يصطحب معه ولده الشيخ موحان ويذكر المؤرخ العامري ان الشيخ يوسف الخير الله التقى اثناء معارك الشعيبة العلامة المجاهد محمد سعيد الحبوبي وخاطبه- ايها السيد الجليل نحن العرب والعشائر معك حتى النفس الاخير - وردَ عليه العلامة المجاهد قائلا( مشيخة آل الخير الله مشيخة التضحية دائماً ) وينقل عنه انه كان متدينا بلحية مهابة ووجهة ترتسم عليه قسمات العرفان والسماحو والطيبة (2) اهتم بزراعة الارض وحفر الانهار والقنوات وتوزيع المياه على الاراضي الزراعية الخاضعة لسيطرته(3) كما كان متميزا بالكرم والسخاء حدثني عن كرمه وسخاءه السيد عودة اسماعيل الخير الله قائلاً (كانت الحكومة التركية تطالبه بدفع ضرائب الارض إلا انه كان يطلب التاجيل دائما فكلما كان يحاول جمع المبلغ المطلوب دفعه يصرفه في مواضع الكرم ويطلب تاجيل الدفع واخيرا قرر ان يجمع المبلغ ويدفعه وبالفعل شد الرحال الى مدينة الحي حيث هناك المخول بالاستلام وعندما رآه احد المرافقين بالمخول والذي يعرف بكرمه ابتدع حيلة عليه حيث اعتم بعمامة بيضاء وكمن له حتى خروجه لقضاء حاجة حينها اعترض طريقه وطلب منه المساعدة واوضح له بانه محتاج جداً ورجل غريب في هذه المدينة فما كان من الشيخ إلا ان اعطاه كيس النقود المخصص للضريبة وعاد الى المجلس ليطلب تأجبل تسديد المبلغ لعدم تمكنه من دفعه عندها انبرى المرافق بعد ان اخلع العمامة من رأسه واخبر المخول بما حدث وقتها اعلن المخول اعفاء الشيخ يوسف من الضريبة لسخاءه وطنية السيد محمد حسن موسى الخطاب -------------------------------------- كان الشيخ يوسف الخير الله تربطه صداقة قوية وعلاقة متينة بالسيد محمد حسن الخطاب ( 1874-1936) وكان يعد مستشارا للشيخ وفي عام 1919 يوم كان مستشارا للشيخ موحان الخير الله يقول المستر باريت معاون الحاكم السياسي في الناصرية في تقريره السري المرقم no.22/m. الشهري المرسل من الناصرية في ما يتعلق بالشيخ موحان الخير الله ( شابٌ لايزيد عمره على عشرين عاما ابوه يوسف الخير الله وبعد مقتل ابيه اصبح موحان شيخا على -آل حميد - في الضفة اليسرى من الغراف ولما كان لايزال شابا في مقتبل العمر فان مستشاره محمد حسن يرشده ويوجهه ويتصف هذا المستشار على حد قول التقرير وكما يصفه بالخلق المعوجواثارة الفتن والقلاقل بل كان السبب في كل الاضطرابات ) فالذلك القي القبض عليه وارسل مخفورا الى الناصرية سنة 1917 الى الماجور دكسن ويصفه البريطانيون انفسهم بانه شخصية قوية وحسن الهندام والمظهر وله استعداد لبسط نفوذة في مدة وجيزة وهمه ان يزعج الحكومة وان لايدين لهم بالولاء(3) كان هذا الرجل قد هاجر والده الى منطقة الغراف على اثر الطاعون في بغداد وعمل في الاعمال التجارية وكان له ديوانا عامر يتوافد عليه الادباء والمثقفون من مدينة الرفاعي وخارجها كما انه اشغل مدير بلدية الرفاعي عام 1923 وانتخب عضوا في المجلس التاسيسي العراقي في العام نفسه (4) يقول حفيده الدكتور سليم الخطاب ( هاجرت عائلته محمد حسن ،ابراهيم ،حمد) ابناء موسى الخطاب من بغداد والتي تسكن العاقولية في صوب الرصافة بالقرب من تمثال معروف عبد الغني الرصافي الى مدينة قلعة سكر والرفاعي على نهر الغراف بعد ان حل مرض الطاعون في بغداد عام 1882 م وتم اختيار الغراف لعلاقات عائلية وصداقة سابقة للاسرة ومازالت الاجيال تلو الاجيال تتحدث عن شخصيته السياسية وسرعة البديهية التي كان يتمتع بها ومحاوراته في العديد من المسائل وملكته الشعرية وله ديوان مخطوط المصادر:- 1- العشائر العراقية -د.عبد الجليل الطاهر 2 اعلام القبائل العراقية ج 1 ثامر عبد الحسن العامري 3- العشائر العراقية د.عبد الجليل الطاهر-هوامش 4-المجلس التاسيسي العراقي ج2 د.محمد مظفر الادهمي 5- هؤلاء في مراي هؤلاء ج 5 مؤيد عبد القادر. المساهمة في معارك الشعبية -------------------------------- كان فتوى معظم العلماء بوجوب الجهاد لدفع الضررعن المسلمين والاوطان وتعزيز موقف العثمانين المسلمين تجاه الانكليز غير المسلمين امر لا مناص منه حسبما تقضيه احكام الشريعة بالرغم مما عانى منه ابناء العراق من الاحتلال التركي لذا حين جاءت دعوة الجهاد لبى نداءها كل ابناء العشائر والمدن القاطنة في القضاء لمن يتمكن وتنطبق عليه الدعوة فكان رؤساء عشائر الشويلات وبني ركاب وال حميد وابناء مدن الرفاعي وقلعة سكر ... وعدد كبير من السادة والوجهاء كهولاً وشباباً يدفعهم بذلك الاحساس بالواجب الديني والنخوة العربية فكان لهم ما ارادوا حيث التحقوا بركب السيد محمد سعيد الحبوبي ليسجلوا انصع الصفحات تألقا واعمق الماثر ايمانا ليعلنوا الجهاد ضد قوات الاحتلال البريطاني فكانت الاستجابة وكانت التضحية وبعد ان انتهت معركة الشعبية وبعد ان فجع المقاتلون بثلاثة الاف من الشهداء وكان قائدهم السيد الحبوبي اكثرهم تألما (1) عاد هؤلاء إلى ديارهم حاملين وسام العز والشرف والكرامة في هذه المعركة التي بقيت وستبقى مناراً للنضال ضد الاحتلال والهيمنة الاجنبية كما مانت تلهب تلك النفوس التواقة إلى الانعتاق لتصنع الطريق القويم لميلاد ثورة العشرين الخالدة عاد المقاتلون ونفوسهم تحمل الكراهية والبغض الانكليز اكثر مما حملتهاتهم ذاهبون لقتالهم وبذلك كان الغراف منيعا بوجه المحتلين فكانت الادارة البريطانية في عهد الاحتلال ادارة عسكرية بدرجة الاولى وحسب ما جاء بالتقرير الاداري لولاية بغداد الصادر سنه 1917 من شهر اب والذي يقول فيه "ان الادارة المدنية يجب ان توضع تحت اشراف السلطات العسكرية (2) لذا " قام فريقان من ضباط الاحتلال البريطانين بجولة من منطقة شط الغراف حيث تحرك فريق مؤلف من الضباط البريطانين بصحبتهم بعض شيوخ العشائر مع (75) رجلاً من السواريه من الناصرية وسوق الشيوخ إلى الشطرة ومنها إلى الرفاعي بتاريخ 24 نيسان 1918 حيث التقى بالفريق الثاني القادم من مدينة الكوت والذي يضم الكابتن ولسن الحاكم السياسي في الكوت وكيرك مساعد الحاكم السياسي في مدينة الحي وقد اجتمع هؤلاء مع عدد من شيوخ العشائر المجاور فقوبلوا بكل ترحاب من قبل السيد حسن الذي كان يرحب بالضيوف ويكرم وفادتهم والذي تبعد داره (6) كم جنوب من مدينة الرفاعي وفي اليوم الثاني قاموا بزيارة إلى مدينة لكش التاريخية ثم وصلوا مسيرتهم إلى مدينة الرفاعي ( الكرادي ) وكان في استقبالهم السيد حميد السوز- وهو من التجار البارزين في المدينة وهو ايضا رئيس للبلدية وانضم اليهم موحان بن يوسف الخير الله شيخ ال حميد وزامل المناع والشيخ الاسمي لاتحاد عشائر الاجود واثنان من ابناء حمادي الشاتي شيخ بني ركاب وعبد الله سليمان من ال سعودون وسيد دخيل وساجت بن شكبان وساجت الحسن من القره غول والسيد عبد المهدي بن السيد حسن وابراهيم اليوسف من بني ركاب حيث تناولوا الغذاء .. إنَّ التوصّل لمعرفة تاريـخ مدينة الرفاعي يرجع بنا الى أسفار التاريخ السومري والى القرن الثالث قبل الميلاد فارض هذه المدينة تحديداً كانت ساحة لمعارك فاصلة بين دولة لكش ودولة اوما(جوخة) فكانتِ المياه سبباً أساسيا لكثرة هذه النزاعات ويوم كانت دولة لكش السومرية ومدنها الثلاث تعتمد على مياه الفرات التي تصلها من خلال قناة تمر بمدينة جوخه فلم تتفق كل منهما على تسوية تلك النزاعات إلا في عصر الملك (انتمينا)ملك الكش حيث قام بعمل عظيم وجبار وهو شق نهر لمملكته من نهر دجلة (1) وهذا النهر هو الغراف وبذلك ساهم بإحياء تلك الأرض الممتدة من مركز مدينة الكوت حتى تخوم مدينة الناصرية عنده بدأت عملية الاستيطان على ضفاف النهر وعلى امتداد التاريخ بدأت الحواضر بالظهور،والرفاعي واحدة من هذه الحواضر التي بدأت بالتكوين فارض هذه المدينة يسير غورها نهر الغراف ويشطرها الى قسمين
المدينة الغافية على وسائد اوما ولكش يملأها الفخر وتكتنفها العزة لان تكون وريثة سلالة سومر الثالثة فهي في تكوينها ولازالت تحاصرها تلالها التاريخية(تل السيدية وتل المحليكات وتل كبيبة) كما ينتصب وسط المدينة تل رابع هو تل (أبو خشيبة)هذه التلول لم تنقب لحد الآن والتي تضم تحت أنقاضها قوانين ومكاتب أول الحضارة البشرية فمملكة لكش كانت لها بداية التشريع في قوانين حيث سبقت الحضارة البابلية . وبالتالي نقول الأرض باقية وتتعاقب عليها الأجيال ومدينة الرفاعي واحدة من أواصر الامتداد لتلك الحضارة السالفة . كان لواء المنتفك في عام 1880 تابعا لولاية بغداد اذ كانت الولاية في ذلك العهد مقسمة الى سبعة سناجق (الوية)هي بغداد،الحلة،كركوك،العمارة،المنتفك،نجد،البصرة ولم يصبح المنتفك تابعا للبصره إلا عام 1990م حيث اصبحت البصرة ولاية وسناجقها (العمارة والمنتفك ونجد) (1) فاصبح ما يطبق في الولاية يطبق فيها. وكان قضاء الحي تابعا الى سنجق المنتفك الا انه في عام 1917 افرز هذا القضاء بعد فصلت منه ناحية الكرادي (الرفاعي حاليا) وناحية قلعة سكر لتكون مع بعض الاراضي التابعة انذاك لقضاء الشطرة وذلك حين جعل الكوت لواء وقد كان الكوت حتى ذلك التاريخ قضاء ملحقا بولاية بغداد. كان الهدف من هذا الافراز بالنسبة للحكومة انذاك هو القضاء على المشيخة وتحجيم دورها،ويرى الاستاذ ضياء شكارة كما يرويها الدكتور الفياض في كتابه الموسوم (مشكلة الاراضي في لواء المنفك) ان سياسة الحكومة العثمانية اتجهت بعد اعلان الدستور (1908م ) الى معالجة المشكلة القبلية في العراق مستهدفة من ذلك هدفيين اساسين اولهما القضاء على نظام المشيخة والثاني العمل على استقرار القبائل الرحل.ولتحقيق الهدف الثاني قررت الحكومة تاليف لجنة لدراسة مشكلة استقرار القبائل حيث ادركت الحكومة ان سبب عدم الاستقرار هو المشاكل التي تحصل بين الملاكين والمزارعين كما استثمرت الحكومة بعض الخصومات التي حدثت بين ال سعدون والمزارعين خاصة في عهد الشيخ فالح باشا السعدون لاجلاء السعدون من ارض المنتفك الا انهم سرعان ماعادوا بصفة ملاكين واصحاب اقطاعيات..
-------------------- منقول للفائدة
| |
|