الامير بركات المشعشعي يحتمي بالشيخ خيون العبيد

الامير بركات والشيخان بدر آل رميض وخيون آل عبيد/ خيرالله علال الموسوي/الدنمارك
-------------------------------------------------
لقدأسس دولة المشعشعين السيد محمد بن فلاح الذي ينتهي نسبه الى ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر عليه السلام بعد نزوحه الى الاحواز بمساعدة القبائل الموجودة هناك,وقد دامت هذه الدولة اكثر من خمسمائة عام بين اتساع وانكماش حسب القوة والضعف وتولى حكم الدولة امراء اقوياء بسطوا سيطرتهم على حوض الخليج العربي برمته اضافة الى وصولهم الى اسوار بغداد ولم تستطيع الدولتان العثمانية والفارسية من اخضاعهم . وقد اعترفت الدولة العثمانيون والصفوية باستقلال الامارة بموجب معاهدة (مراد الرابع).
وحتى البرتغاليون عجزوا ان يسيطرواعلى الدولة , ولكن الدول مثل الكائن الحي لابد ان يتعرض للهرم وينتهي وهذه هي سنة الحياة.
وكان اخر امير حكم الدولة هو (الامير مطلب الثاني ) وكان له من الاولاد ثلاثة عشر ولد اكبرهم عبد علي والثاني بركات بعد زوال الدولة على يد الشاه حاول الشاه ان يعطي بعض النفوذ للاميرعبدعلى فجعله اشبه بالمحافظ على جزء من الاحواز,وقد فرض الشاه المقبور على العرب في الاحواز شروط قاسية منها عدم السماح لهم ان يلبسوا الزي العربي ولم يسمح لهم ان يقتنوا سكينة في بيوتهم وووو....الخ .
كان عبد علي قد تقبل الامر وله نظرته الخاصة اما بركات فثار بوجه اخيه والشاه , واشعلها ثورة وتعرض لاخية غير مرة ولكنه لم يروم قتله .
عجز الشاه ان يظفر ببركات وكان الامير بركات يشن حرب عصابات ضدهم مما اتعبهم وبالتالي اصدرت محكمة الشاه على الامير الحكم بالاعدام غيابيا ,وبعد تضييق الخناق عليه لجأ الى موطنه الاصلي العراق ,وكان العراق في ذلك الوقت يعج بالشيوخ الذين من الصعب عليك ان تميز الواحد على الاخر ,ولكن الامير يعرف كيف يميز بين هؤلاء العمالقة .
اختار الشيخ( بدر ال رميض) لكي يلجأ اليه وكان الشيخ قد اسعده ذلك كثيرا لانه يعرف منزلة الامير,وكان يجل الامير غاية الاجلال .
ازداد طلب الشاه على الحكومة العراقية لتسليم الامير بركات ,وعندما سمع الشيخ بطلب الشاه قال Sad

اقلب هذه الحكيمة على تلك الحكيمة ولا اسلم الامير لاحد) والحكيمة تصغيرا منه للحكومتين العراقية والايرانية .
عندما احس الامير بخطورة الموقف استاذن الشيخ بالمغادرة لانه لا يريد ان يثقل على الشيخ بدرآل رميض .
غادر الامير الى الشيخ (خيون آل عبيد) والشيخ خيون ال عبيد معروف لدا الامير معرفة جيدة.
عاش عنده وكان الشيخ خيون ال عبيد يجل الامير غاية الاجلال وكان يقول له : (انني اخاف ان اقصر في ضيافتك )معتذرا له على الرغم من الحفاوة التي كان يحيطه بها .
بقي عند الشيخ مدة ليست بالقليلة ثم ذهب الى السيد نور الياسري وكان الاخير عضو مجلس الاعيان ورتب له لقاء مع الملك فيصل الاول , قد استشار الملك في الامر (نوري السعيد) قال :له لا تعطيه غير الراتب والسكن لانه ان عطيته ارض سوف ينافسك على الملكية .
كان اللقاء في الساعة العاشرة صباحا ,تاخر الامير الى الساعة الحادية عشر والملك ينتظره ,فساله الملك عن سبب التاخير؟ولماذا لم ياتي قبل الموعد ؟ عتذر له الاميران احد الاصدقاء اشغله في الطريق .
الح الملك على معرفة السبب الرئيسي للتاخير والامير يؤكد عليه جوبه الاول .
عندها قال له الملك :ان هذا الجواب غير حقيقي ,انك تاخرت ولم تاتي قبلي لانك كاره ان تقوم لي اذا جئت اولا .
قال الامير:نعم
عندها تاكد للملك قول نوري السعيد .
وسبب عدم رغبة الامير بالقيام للملك ترجع الى جذور تاريخية قديمة هي :
ان ام الامير محسن احد امراء دولة الموالي ذهبت الى الحج مع حاشيتها وكان اجداد الملك فيصل ياخذون ضريبة على الحاج اظن تسمى (كودة اوكوته) فطلبوا منها ان تدفع الرسوم فرفضت وقالت انا ام الامير محسن .
قالوا: الامير محسن في امارته قابل ياتينا بخيل البلك.
رجعت العلوية ولم تحج وطلبت من ابنها ان يؤدب اجداد الملك فيصل .
طلب الامير محسن ان يجهز جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل وان تكون الخيول بيض وان لم تتوفر فعليهم ان يلبسوا الخيول البياض وان ياخذ الجيش كل مايحتاجونه في مسيرهم الطويل .
وصلوا الى شط العرب كيف يعبر هذا الجيش ؟فاشار الامير عليهم ان ياتوا بالقصب ويضعوه في الماء وعبر الجيش والى الان المنطقة التي عبروا منها تسمى في البصرة (شرش),واذا بخيل الامير محسن في الحجاز بعشرة آلاف مقاتل وبخيول بيضاء فاسر مجموعة كبيرة من اجداد الملك وجاء بهم الى الاحواز ومنحهم ارض وبعد مدة سمح لهم بالمغادرة او البقاء ويسمون (الاشرفة).
هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الامير لا يرغب ان يقوم للملك وهذه القصة يعرفها الملك جيدا .
بعدها اصدرالملك مرسوما ملكي يسمح للامير بالسكن في العراق وراتب له ولحاشيته .
سكن الامير بركات البصرة وبعد تغير الامور حيث صدر عفوا عنه رجع الى الاحواز
وبعد فترة قليلة قام المغرضون بالوشاية بة الى الشاه مفادها(ان بركات يريد ان يشعل الثورة في الاحواز مجددا), فاصدرالشاه اوامره بالقبض عليه ,ولكنه ليس تلك الشخصية السهلة التي ممكن ان يقبض عليه .
رجع مجددا الى العراق ,وفي يوم من الايام وفي زمن الزعيم عبد الكريم قاسم جاء آمر الانضباط العسكري في البصرة ليخبر الامير ان سيد حميد الحصونة يريدك في الديوانية ونحن نتكفل بنقلك الى هناك , وفي اليوم التالي سافر السيد مع ولده السيد طالب الى الديوانية برفقة حماية من الانضباط العسكري .
بعد وصولهم الى السيد حميد الحصونة استقبله استقبالا حارا واستفسر من السيد من الحصونةعن سبب الدعوة
فقال له الحصونة :انه لايعلم شيئ سوى ان الزعيم يريد مقابلتك .
ذهبا في اليوم الذي يليه الى الزعيم ويروي السيد طالب (دخل ابي الى الزعيم في حين انا بقيت في الخارج انتظره طال انتظاري ثم خرج الوالد مع الزعيم وتعانقا بحرارة مودعا كلا صاحبه .
سالت الوالد عن سبب الدعوة فلم يجبني الا انه ذكرلي حفاوة و ترحاب الزعيم له واجلاله اياه ,ولم يخبرنا الوالد عن ما اراده الزعيم الا بعد استشهاد الاخير ,حيث قال انه كان له راي في الاحواز على انها ارض عربية .
بعدها لم يفكر الامير بالعودة الى الاحواز لان الاجواء لم تكن مناسبة له ابدا هكذا ليعيش في العراق معززا مكرما حتى وافاه الاجل في عام 1968 عن عمر تجاوز المئة عام من امير يعيش بين القصور الفخمة الى رجل لم يجد رغيف الخبز في حربه ضد الشاه, لانه لم يستقر في مكان خوفا من الوقوع بيده الى لاجئ في العراق وان كان العراق ارض اجداده ليترك ورائه تراثا ضخما من القصص التي هي محط اعتزازوافتخار .
وكانت العائلة قد انشطرت الى نصفين نصف في العراق ونصف في الاحواز ,الذين في العراق عليهم الامير (المولى طالب بركات مطلب الثاني ) وهو الان يسكن مركز مدينة العمارة وله من الاولاد ,السيد حيدر طالب وهو امام ناحية السلام والاخر السيد فارس ويعمل في الكمرك
ويعتبر المولى طالب هو الامير العام للسادة الموالي في العراق لانه هو الوريث الشرعي لجده الامير مطلب الثاني.
اما الشق الثاني الذين هم يسكنون الاحواز فعليهم الامير مولى سعدون .
لم يكن اي اتصال بين المولى طالب وبين الشق الثاني من اخوانه في الاحواز الا بعد السقوط حيث ذهب الاميرمولى طالب بركات الى ابناء عمومته بعد طول القطيعة بسبب الظروف السياسية التي كانت بين العراق وايران , وقد استقبلوه بكل حفاوة ومتناسين الماضي السحيق .
انما نكتب عن هذه الشخصيات عتزازا بمواقفهم الخالدة وكيف ضحوا من اجل الحق والكرامة ليكونوا لنا القدوة الحسنة في هذه الحياة ,والذي يهمنا من هذا الموضوع هولجوء السيد الى الناصرية دون غيرها بما تمتلكه من شخصيات بارزة لايشق لهم غبار وكيف اختار تلك الشخصيتان من بين هذا الكم ومن بين الاسماء الامعة البارزة في ذلك الوقت .
نحن العرب نختلف عن باقي الشعوب اننا نخلد عظمائنا ونجلهم لاننا نقتدي بهم ونجعلهم لنا نبراس .

-----------------------------------

» الشيخ خيون العبيد ( زعيم عبودة ) قائد الجناح الايس في معركة الشعيبة
» نمط من شعر الامير خزعل الكعبي
» الاديب عبد الامير المَجَر