اهلا وسهلا بالزائر الكريم / الزائرة الكريمة
ندعوكم للإنضمام معنا الى اسرة منتديات آهالي المجر الكبير الثقافية
ساهم معنا في هذا المشروع الثقافي الاجتماعي التراثي الفريد من نوعه
اهلا وسهلا بالزائر الكريم / الزائرة الكريمة
ندعوكم للإنضمام معنا الى اسرة منتديات آهالي المجر الكبير الثقافية
ساهم معنا في هذا المشروع الثقافي الاجتماعي التراثي الفريد من نوعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من هم الكنعانيون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي كاظم درجال الربيعي

علي كاظم درجال الربيعي


عدد المساهمات : 1092
تاريخ التسجيل : 07/10/2011
العمر : 74

من هم الكنعانيون Empty
مُساهمةموضوع: من هم الكنعانيون   من هم الكنعانيون Icon_minitime1السبت فبراير 25, 2012 11:46 pm

من هم الكنعانيون
------------------------------
يسمع الكثير من الناس عن الكنعانيين و يقرءوا عنهم ، إلا أن الغموض يكتنف الكثير من الأمور حولهم ، من أين أتوا وما هي علاقاتهم بالحضارات التي عاشت في زمنهم ، وأين انتشروا ؟ .

ويعود ذلك لقلة الحفريات التي تجيب بوضوح عن تلك الأسئلة ، وقد كتب الدكتور خزعل الماجدي كتابا تحت عنوان ( المعتقدات الكنعانية ) صدر عن دار الشروق في عمان عام 2001 ، ويقع في 306 صفحات من القطع المتوسط ، وسنحاول انتقاء ما يمكن منه للإسهام في تقديم ما يساعد على التعرف على تلك الحضارة القديمة ..

استعرض المؤلف الأسماء القديمة المحتملة للكنعانيين في تراث الحضارات الأخرى التي عاصرت أو تلت حقبة الكنعانيين ..

1 ـ الاسم الأكدي : يرى بعض المؤرخين أنه ربما كان الاسم الأكدي (كناجي أو كناخني Kinakhni) الذي أطلقه البابليون عليهم ، والذي ظهر في رسائل (تل العمارنة ) في مصر ، هو أصل هذه التسمية والذي يعني (اللون الأحمر الأرجواني) .

2 ـ الاسم المصري : ورد اسم ( بي كنعان Pekanan) عند المصريين للدلالة على المناطق الجنوبية والغربية من سوريا . وكذلك استعمل المصريون منذ عصر الدولة القديمة كلمة (فنخو) للدلالة على شعب من شعوب الشام ، وقد يكون أن الإغريق استعملوا هذا اللفظ وحوروه الى (فويفكس Phoivikes) للدلالة على (فينيقيا ) ولفظ (فويفيكن Phoivikn) للدلالة على الفينيقيين .

3 ـ الاسم الكنعاني : استعمل الكنعانيون أنفسهم الكلمة السابقة للدلالة عليهم في بعض الأحيان .. ويؤيد ذلك نص الملك (أدريمي) ملك ( الالاخ) وهي مملكة كنعانية ازدهرت في شمال غرب سوريا قرب أنطاكيا ، وذلك في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد ( أنظر السواح 19: 1995) .

4ـ الاسم العبري : تعني كلمة كنعان باللغة العبرية ، بلاد الأرجوان ، ولكن جذر (ك ن ع ) تعني بالعبرية انخفض .. وهذا يشير الى أنهم سكان البلاد المنخفضة وهي القريبة من نهر الأردن .

5 ـ الاسم العربي : لا يختلف اللفظ العربي والجذر كثيرا عن العبري ف (خنع وقنع و كنع ) تعني الهبوط والانخفاض والتواضع ..

6ـ الاسم الحوري : يرى بعض الباحثين أن أصل كلمة كنعان مشتق من كلمة حورية هي (كناجي Kanaggi) أي الصبغة الأرجوانية أو القرمزية التي اشتهر الكنعانيون بصناعتها .. ولا يعرف عما إذا كان الحوريون هم من أخذ عن الأكديين تلك التسمية أم الأخيرون قد أخذوها عنهم .

7ـ الاسم الإغريقي : ربما حور الإغريق الكلمة المصرية (فنخو) التي تحولت الى (فينيكس ) للدلالة على الفينيقيين ، وهي تعني اللون الأحمر .. وإن تأكد ذلك فإننا في صدد الحديث عن حضارة واحدة وهي الكنعانية أو الفينيقية .

8ـ الاسم الروماني : استعمل الرومان كلمة بوني (Poeni) للدلالة على الفينيقيين الغربيين (القرطاجيين) في إفريقيا .. وهي كلمة تعني اللون الأحمر الأرجواني أيضا .. وهذا يؤكد التقارب القديم ما بين مغارب أفريقيا و شرق البحر المتوسط .. ويفسر الاستعداد للتلاقح الحضاري والثقافي بينهما .

وعلى أي حال إن كانت فينيق تعني الطائر الأسطوري الذي يطير من بين الرماد والذي كان يرمز له المصريون القدماء بطائر اللقلق ، أو كانت تعني الأرجوان ، أو النخلة كما في بعض الأبحاث فنحن نتحدث عن حضارة تغلغلت منذ أربعة آلاف عام في عموم المنطقة التي يطلق عليها الآن اسم الوطن العربي

مراحل التأريخ الكنعاني :

أولا :ـ المرحلة القديمة ( الأصول ) 3000ـ 4000 ق.م

قد تخطئ التقديرات في التاريخ أعلاه بمدة قد تصل الى 5000سنة ، وهذا لاضطراب الموجود من الدلائل حول بداية نشأة الكنعانيين و موطنهم الأصلي .. لنستعرض النظريات التي وضعت لاقتراح المكان الأول للكنعانيين ..

1 ـ جزيرة العرب :

قد تكون نظرية أن الكنعانيين أصلهم من جزيرة العرب ، هي الأكثر شيوعا بين النظريات ، لا للكنعانيين وحدهم بل ذهب كثير من العلماء أن أصل الساميين كلهم من جزيرة العرب ، وهي نظرية أقرب للاعتقاد منها للحقيقة لندرة الوقائع المدونة التي بالنقوش والآثار ..

ويرى البعض أن هذه النظرية تصلح لهجرة واحدة حدثت حوالي 2500ق م وذهبت باتجاه الصحراء السورية العراقية ، فانقسمت الى قسمين : الأموريين الذين بقوا في تلك الصحراء ، ثم اختلط قسم منهم بأهل العراق القديم واصطبغوا بالمؤثرات الحضارية العراقية ، وقسم استمر في هجرته نحو سواحل المتوسط وهم الكنعانيون . وهو سيناريو مكرر نراه في كل الهجرات السامية في النصوص التاريخية .

2 ـ سواحل الخليج العربي :

طرح هذا الرأي العلاَمة ( سترابون) وقال : إن سكان الخليج العربي كانوا يسمون مدنهم بأسماء المدن الكنعانية ( صور ، صيدا ، أرواد ، جبيل ) ورجح أن تكون تلك المدن أقدم من التي على سواحل المتوسط .. كما أن معابدهم القديمة ، تتشابه مع معابد الكنعانيين .. فافترض أن الهجرة تمت من الخليج العربي باتجاه البصرة ثم بلاد الشام .

3 ـ سواحل البحر الأحمر :

هذا الرأي تبناه ( هيرودوتس ) باعتبار أن طبائع الكنعانيين والفينيقيين وهم اسمان لشعب واحد ، هي طبائع ساحلية ، فافترض أنهم قدموا من سواحل البحر الأريتيري ( الأحمر ) .

4 ـ سيناء والنقب :

ظهر في بعض وثائق ( رأس شمرا ) ما يشير الى أن سكانها قدموا من شبه جزيرة سيناء أو من النقب ، ومن جزيرة العرب و من سواحل البحر الأحمر معا .

5 ـ مصر :

كان للعلاقة المتميزة بين الكنعانيين و المصريين أثر كبير في ظهور رأي قديم مفاده أنهما من أصل واحد . ويظهر هذا الرأي من خلال الأساطير التي جمعها المؤرخ الإغريقي ( إيسوب ) التي ترى بأن الإلهين ( قدم وفينيق) جاءا من مدينة ( طيبة) المصرية ليتملكا مدن صور وصيدا . وقد ذهبت التوراة في هذا المنحى إذ سلخت الكنعانيين من سلالة سام لتضع ( كنعان و مصراييم ) من سلالة حام ( سفر التكوين 6:10)

الأصل الرافديني القديم للكنعانيين :

لقد لاحظنا في الآراء السابقة أنها مرتجة غير مقنعة كثيرا ، فلنحاول الآن التعرض لفرضية أن الكنعانيين قد نشئوا في وادي الرافدين ، شأنهم في ذلك شأن كل العرق السامي ..وكانوا والأموريون يعيشون في المناطق غير الإروائية وهذه المناطق من الصعوبة بمكان تحديدها بشكل دقيق ، إلا أنه يحتمل أن تكون على الجانب الغربي من نهر الفرات ، وعلى بعد معين .. والأموريون أقدم من الكنعانيين .. ففي حدود 3500ق م انشطر الشعب الأموري الى ثلاثة أقسام :

1 ـ الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأعلى والذين اتجهوا نحو المناطق المرتفعة و الجبلية في شمال العراق و سوريا وهو الشعب الذي عرف فيما بعد ب (الآراميين) إذ أن معنى (آرام ) المناطق المرتفعة .

2ـ الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأوسط والذين بقوا يجوبون الصحراء العراقية والسورية ، وتشكل منهم البدو الذين أطلق عليهم السومريون اسم ( مارتو) .. كما أطلق عليهم الأكديون اسم (أمورو) ، واللفظ يعني الساكنين غرب الفرات ..

3 ـ الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الجنوبي وبمحاذاة سواحل الخليج العربي ، والذي يعتقد الآثاريون أنه كان يصل الى شمال بغداد الحالية ، وهو رأي ليس بغريب لمن يرى أسوار نينوى كم ابتعدت عنها الأنهار ، التي يفترض أنها وضعت على حوافها للاستفادة من الحاجز المائي الطبيعي ..

ويضيف المؤلف ( خزعل الماجدي ) .. بأن هذا القسم من الأموريين هم الذين اتجهوا الى بلاد الشام و سواحل المتوسط ، وهم الكنعانيون .

إن البعد الزمني لنشأة الكنعانيين والذي يصل الى حوالي خمسة آلاف سنة ، يجعل من عملية تصور بداية النشأة أمرا عسيرا للقارئ ، ويلجأ العلماء لمعرفة القرابة بين الشعوب و الحضارات ، من خلال دراسة الأساطير ( الميثولوجيا) لتتبع تلك العلاقات وتشابهها .. فآلهة الكنعانيين القديمة يمكن وصفها كما يلي :

1 ـ الإلهة الأم (يم) :

وهي الإلهة التي انتصر عليها (بعل) في شكل ملحمة غير واضحة عند الكنعانيين .. ولو تمت مقاربتها مع أصلهم الأول لوجدنا ( اليميون ) وهم البحريون ، كانوا في الخليج العربي .. ثم انتقلوا ليسكنوا في شرق الأردن بين نهر الأردن غربا وجبلي ( جرمود) و ( جلعاد) شمالا .. وكان يسكن معهم (الجشوريون) و (المعكيون) ودولتهم كانت تسمى (باشان) وقد ذكرت التوراة أن موسى عليه السلام قد طردهم و احتل باشان .

2 ـ إله السماء ( شم أو شميم ) :

وهو الاسم الذي كان يطلق على الكنعانيين وهم في العراق ، ولما انتقلوا الى شرق البحر المتوسط حملوا اسم (إلههم ) ( الشام ) الى البلاد التي أصبحت بلاد الشام .. وهنا اشتقت كلمة شاميين و ساميين من هذا المعتقد (أصلا) . وهذا الاعتقاد يقلب الإدعاءات الخاطئة بأن الساميين تطلق على جنس معين ، بل تعني بالذات الكنعانيين .. فقد تم تزييف ذلك المصطلح من قبل اليهود ، ليضعوا الكنعانيين من أصل آخر ، ووسموهم باللون الأحمر وما الى ذلك ليمعنوا بالتزييف .. وهو ما تسلل الى كتب التاريخ العربي والإسلامي ، دون تمحيص .

3 ـ أديم ( آدم ، أدمة ) :

وهي إلهة الأرض التي يمكن أن تكون اسم للكنعانيين ، ولكن الذين يسكنون جنوب الأردن ( أدومويون ) أو ( الأديميون ) .. وقد ألصقهم اليهود بأتباع عيسى عليه السلام فيما بعد ..

4 ـ إيل :

كبير الآلهة ، وهو ما يؤمن به كل الكنعانيون ، والقدس القديمة كان اسمها (إيليا ) و إيلات ميناء العقبة .. ومعظم الملائكة ينتهون ب ( إيل) .. وحتى مريم اسم كنعاني قديم مكون من مقطعين ( مر ) وهو إله كنعاني قديم و ( يم) وقد أتينا على ذكره و ( مريام ) هو اسم من أسماء فلسطين القديمة .

* ـ الكتاب ـ صفحات 18ـ 23 / خزعل الماجدي
ثانيا ـ المرحلة الشامية ( 3000ـ 1200 ق. م )

بدأت هذه المرحلة مبكرة إبان بدء العصور التاريخية ، حيث بدأت الهجرة الكنعانية من السواحل العراقية للخليج العربي وضفاف الفرات الجنوبي ، وربما اتخذ مسار هذه الهجرة طريقين : الأول مع نهر الفرات صعودا ، ثم الاتجاه الى السواحل الشامية الشمالية وتأسيس مدن ( رأس من شمرا ) و (أوجاريت) و(أرواد) و (جبيل) و (صيدا) و (صور) .. أي سواحل سوريا ولبنان .

أما الهجرة الثانية ، فكانت برا باتجاه فلسطين مباشرة ، وقد أسسوا أو سكنوا مدنا برية مثل ( قادش و بيت شان و شكيم وأريحا وبوس (أورشليم ) وبئر سبع و مجدو والسامرة .. الخ ) . ومدنا ساحلية مثل (عكا و دور و يافا و غزة الخ ) .. وقد كانت المدن تعبر عن اسمها الكنعاني ( رأس شمرا ) والسامرة
وهي مشتقة من سام و شام و أصبح سكانها فيما بعد شوام و شاميون الخ .

وبالتأكيد فإن الكنعانيون لم يكونوا أول من وطئ أرض سوريا أو فلسطين ، وعندما حضروا وجدوا في تلك الأرض أقوام سبقتهم خصوصا في مناطق (تل المريبط) و (تل الرمد) و منطقة ( المنحطة ) و (البيضا ) وغيرها .. فاندمج الكنعانيون مع السكان الأقدم .. ومع ذلك لم يستطيعوا تكوين دولة موحدة واحدة ، بل كانت هناك دول ( المدن ) كما كانت منتشرة تلك الظاهرة في تلك الأزمنة ، وكان لكل مدينة إلهها رغم أنه كان هناك إله واحد لكل الكنعانيين . وقد أدى عدم تنسيق دول المدن فيما بينها الى مشاكل كثيرة أمام العدو الخارجي .

ويمكن تقسيم فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام الى :

أ ـ فترة تأسيس المدن الكنعانية ( 3000ـ 2400ق.م)

يربو عدد المدن التي عثر عليها و رد أصلها للكنعانيين في بلاد الشام عن 135 مدينة ، من أهمها رأس شمرا ، وأوغاريت ، وأرواد (جزيرة) وجبيل وبيروت و صيدا وصور وعكا و عسقلان و أسدود و جت و غزة ، و قادش و بيسان و بيت إيل و جبعون أريحا و يبوس (أورشليم) وبيت لحم و حبرون و عجلون وبئر السبع وغيرها .. كما وجد 1200 قرية تعود نشأتها للكنعانيين .

ب ـ فترة النفوذ المصري ( 2400ـ 1500ق م ) :

ابتدأت فترة النفوذ المصري على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ، مع بداية الأسرة السادسة ، وبالذات أيام الملك الأول من تلك الأسرة و اسمه (تتي) فقد جهز جيشا بقيادة (وني) مكون من عشرات الألوف من الجنود . ويعتقد أن هذا الإجراء جاء نتيجة تهديد بقطع خطوط التجارة التي تمر بفلسطين ، من قبل جهات متمردة داخل تلك الأراضي ، أو من تهديد سومري في احتلال تلك المنطقة ، إذ تزامن إجراء المصريين ، مع تحرك لقوات الملك السومري (لوكال زاليزي) .. وما تلاها من تحرك لقوات الملك الأكدي ( سرجون ) .. للهيمنة على سواحل المتوسط الشرقية .

وبقيت بلاد كنعان تحت السيطرة المصرية حوالي ألف عام ، ولم يجعلها تتخلص من السيطرة المصرية ، إلا أثناء حكم الرعاع و الهكسوس لمصر زهاء قرنين من الزمان .. هذا مما حقق استقلالا للمدن الكنعانية .

في حين برزت في تلك الفترة ممالك مثل (أوغاريت) وملكها (نقمد) ومملكة (رأس شمرا) و (جبيل) وغيرها .


فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام

ج ـ فترة الصراع المصري الحوري الحيثي (1200ـ 1500) ق م

كان الملك الحيثي (خاتوشيلي الأول ) 1530ـ1570ق م .. قد مهد للنفوذ الحيثي شمال سوريا ، عندما أسس أمارة في حلب ، واستطاع أن ينفصل بالنصف الشمالي من سوريا و ينتزعها من النفوذ المصري ، وكان ذلك في عهد الملكة (حتشبسوت) .. واستطاع النفوذ الحيثي أن يتوسع ، وبقي كذلك ، حتى استطاع الملك (تحتمس الثالث) (1450ـ 1502ق م) أن يسترد النصف الشمالي من سوريا . وهكذا استطاع تحتمس الثالث من خلال سبعة عشر حملة أن يحتل في آخرها حصن قادش (حمص ) ، حيث تزعمت تلك المدينة الحلف المناوئ للمصريين .

وبقيت الحروب بين الحيثين والمصريين ، حتى بعد وفاة تحتمس الثالث ومجيء تحتمس الرابع .. ولكنها هدأت وانتهت تقريبا بعد أن تزوج فرعون مصر (أمنحوتب الثالث ) من ابنة الملك الحوري (شوتارنا) .. وأنجبا ولدا هو (أخناتون) الذي تنازل لأخواله عن حكم شمال سوريا ، وقيل أن هذا الاتفاق كان قبل الزواج ..

والجدير بالذكر أن التحالف المضاد للمصريين ، كان يتكون من أمراء كنعانيين وأموريين وملوك الميتانيين ، وكان يسمى ( رابطة القسَم ) ..

وبعد أن ضعف نفوذ المصريين بعد أن استلم الملك (أخناتون) حكم مصر ، عاد نفوذ الحيثيين للبروز ثانية ، في عهد ملكهم المعروف (شوبيلو ليوما ) .. فتنصل الأمراء الموالون للحكم في مصر وانضموا الى الملك الحيثي الذي توسع فاستولى على بيروت وجبيل ..

اغتنم تلك الفترة ملك طامح هو (عبدي عشيرتا) انتزع الحكم عن طريق المراوغة والحيلة ، ووحد الإمارات الكنعانية والأمورية ( حماة ، وسومورو ) وانفرد بشمال سوريا ، وفرض الجزية ابنه (عزيزو) الذي تولى الحكم بعد وفاته .

وبقيت البلاد هكذا حتى اعتلى عرش مصر ( سيتوس الأول ) 1315ـ1301 ق . م .. فأدرك خطر الحيثيين ، فقاد جيشه و احتل جنوب فلسطين و مجدو وحوران ولبنان الخ .. وتكررت حملاته ، حتى أبرم صلحا أقر به الحيثيون سيطرة المصريين على جنوب بلاد الشام ، في حين تركت شمال بلاد الشام للحيثيين ، واستمر الهدوء لمدة قرن من الزمان ..

ولكن الهدوء لم يطل كثيرا ، فكانت العاصفة المدمرة قد هبت في مطلع القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، بتهديد عنيف تمثل بغزوات الفستو و الآشوريين والعبريين لتدمر مدن بلاد الشام خلال قرنين من الزمان تدميرا كاملا ..

فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام

د ـ فترة تدمير المدن (الغزو الفلستي والآشوري والعبري (1200ـ 1000) ق م :

الغزو الفلستي :

سقطت الدولة الحيثية عام 1190 ق م ، على يد قبائل غريبة عن المنطقة ، هاجمت من الغرب والشمال الغربي ، ويعتقد أن هذا الغزو كان جزءا من حركة الغزو والهجرة التي كانت تقوم بها القبائل الإغريقية من وسط وشمال أوروبا نزولا الى بلاد اليونان واستمرارا الى آسيا الصغرى وسواحل المتوسط الشرقية.

وكان هذا الغزو يتم من خلال ثلاثة محاور :

المحور الأول : من اليونان باتجاه آسيا الصغرى : وتكون من (الفريجيين والمسيين والكاشكيين ) وقد دمر هذا المحور قلب الإمبراطورية الحيثية .

المحور الثاني : من كريت وقبرص : وتكوَن من القبائل التي تجمعت هناك من (الشاردانية ) و ال (لوكية) وال ( ميسية) ، وكان الغزو عن طريق البحر ، وتحالف مع القبائل الليبية ، لكن الملك المصري (رمسيس الثالث) ردهم وأقف زحفهم ، وشتت شملهم ، فغزوا فلسطين من الجنوب واحتلوها أثناء فرارهم من المصريين ..

المحور الثالث : من كريت وقبرص الى السواحل الشامية : وتكون من قبائل (فلستو ، والليرية والزاكارية ) .. ثم انضمت إليهم القبائل المهزومة من رمسيس الثالث ، لتحتل تلك القبائل مجتمعة عموم الساحل الفلسطيني ، حيث احتلت ( عكا و أسدود و عسقلان و جت وغزة ) .. وانصهرت هنا مع قبائل بحر إيجة التي خربت (أوغاريت ) عام 1180 ق م .. والتي قضت عليها نهائيا وهكذا انقسم الشريط الكنعاني الى قسمين : الثلثين العلويين للكنعانيين الذين سيصبح منذ تلك اللحظة اسمهم (الفينيقيين ) والثلث السفلي للفلسطينيين . وستتحالف هذه الكتلتين السياسيتين ضد العبريين فيما بعد .

الغزو الآشوري :

تنفس الآشوريون الصعداء لما حل بالإمبراطورية الحيثية ، خصمهم العتيد الذي حصر نفوذهم وجعله يتقوقع .. فما أن زالت دولتهم حتى اجتاحوا جنوب سوريا ، وفرضوا الجزية على (أرواد) بعد احتلالها .. واستغل الملك الآشوري (تجلات بلاسر الأول ) 1116ـ1090ق م .. وجوده في لبنان ليقطع خشب الأرز الذي يرتبط بالأساطير العراقية في موضوع الخلود (ملحمة كلكامش) .

الغزو العبري :

تكاد المصادر المتيسرة لأيدي المؤرخين ، محصورة بما دون العبريون أنفسهم فلم يتم لحد الآن إيجاد حفريات تؤكد إدعاءاتهم المليئة بالمغالطات ، والتي تسللت الى كتب التاريخ ، ليعيد المؤرخون اعتمادها كأسس تأريخية ، فقولهم أن جن سليمان قد بنا تدمر ، في حين تذكر الحفريات الآشورية أن الملك (شلمن ناصر الثالث) جد الملك الآشوري المذكور أعلاه ، قد ذكر أنه حاصر تدمر لثلاثة شهور دون أن يستطيع فتحها ، وهو دحض لادعاءات اليهود واليونانيين والرومان .. أما العبريين وإدعائهم بأن جن سليمان هم من بنوا تدمر وسليمان ابن داوود و داوود ابن شاؤول الذي كان ملكا عام 1020 ق م يبين كذبهم وافترائهم ..

لكن العبريين استطاعوا أن يسيطروا في عهد شاؤول على فلسطين عدا الساحل منها .. وكان ذلك في حدود عام 1000 ق م .. ولكن مملكتهم قد انقسمت في عهد سليمان الى قسمين ( السامرة ويهودا ) ..

ويعتقد أن المعارضين للسكان الأصليين هم من أوجد تلك الشرذمة في المنطقة والتي حاولت طيلة وجودها الانخراط بالمنطقة وسكانها ، تتقرب من الأنبياء تارة وتقتلهم في النهاية .. وهذا دأبهم منذ دخلوا تحت مسميات مختلفة منذ الألف الأول قبل الميلاد أو قبله بقليل ( مع الفصل بين الأدعياء و ما ترك نبي الله ابراهيم عليه السلام من أتقياء اعتنقوا في النهاية ديانة الرسل الذين تلوهم
القدس عبر التاريخ
اليبوسيون

لمدينة القدس مكانتها الخاصة عبر التاريخ منذ أن أنشأها العرب اليبوسيون سكانها الأولون منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، وهم قبائل تنحدر من أصول كنعانية هجرت الجزيرة العربية باتجاه فلسطين في مطلع ألألف الثالث ق.م، وقد بناها ملكي صادق اليبوسي في الألف الثالث ق، م، حيث عرف بزهده وتقواه، ودعاه قومه باسم كاهن الرب الأعظم، ويروى إنه استقبل سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عند زيارته ليبوس وهو في طريقه إلى مصر قادما من أور في العراق نحو سنة 1850 ق. م وأكرم وفادته.

كانت تعرف آنذاك بأرض كنعان هذه المدينة المقدسة التي حظيت أكثر من غيرها من مدن العالم باهتمام خاص من قبل المؤرخين والباحثين والرحالة والمتعبدين على الدوام، حتى انه ألف العديد من الكتب والدراسات التي تناولت تاريخها وجغرافيتها وفضائلها وأوضاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هذه المدينة الفقيرة بثرواتها الطبيعية الغنية بمكانتها الروحية، والفريدة بميزتها عبر التاريخ، فهي التي تصنع الحدث وتفاجئ الجميع وهي لب الصراع القائم إلى أن يأذن الله بنصر من عنده ويفك القيد عنها وتعود إلى ما كانت عليه مدينة إسلامية كما أراد لها الله أن تكون، وما عليه ببعيد، انه نعم المولى ونعم النصير.

موقع مدينة القدس:

تقع على خط عرض 52، 31 درجة شمالا، وعلى خط طول 13، 35 درجة شرق غرينتش، وعلى ارتفاع 2598 قدما عن مستوى سطح البحر المتوسط و3800 قدماً عن مستوى سطح البحر الميت. وكانت تقع على خمسة جبال هي (موريا) وهي المنطقة التي يقوم عليها المسجد ألأقصى المبارك و(أوفل) وهو السفح المطل على قرية سلوان من ناحية الحرم، و (صهيون) وهو المطل على بركة السلطان من الغرب وقرية سلوان من الشرق ويقوم عليها حي النبي داود، و(عكرة) حيث تقوم حارة النصارى في الوقت الحاضر، و(بيزيتا) وهي المنطقة الممتدة من باب حطة إلى باب العمود وما جاورها.

مسميات المدينة:

عرفت يبوس باسم أور سالم ( أورشليم أو يوروشالم) نسبة إلى الإله سالم إله السلام عند الكنعانيين، وهو أقدم اسم للمدينة ورد في نصوص اللعنة (الطهارة) المصرية.

ويبوس وهو الاسم الذي عرفت به مدينة القدس قبل احتلالها من قبل الملك داود سنة 996 ق.م وإنهائه لحكم اليبوسيين سكانها وبناتها الأولين. وصهيون وهو اسم سابق لوجود العبرانيين في مدينة القدس، حيث كان يطلق هذا الاسم على الحصن الذي بناه اليبوسيون على قمة ( تل أوفل) قبل احتلال داود لمدينتهم وإقامته فيه.

ومدينة داود وهو الاسم الذي أطلقه داود على المدينة بعد احتلاله لها وإقامته فيها، إلا أن هذا الاسم لم يدم طويلا. ومن أسمائها هيروسليما وهو الاسم الذي كانت تدعى به المدينة أحيانا في أوائل الفتح الروماني، ومنه أخذت الأمم الأوروبية اسمها المعروف جيروسالم.

وإيليا كابيتولينا وهو الاسم الذي أطلقه الإمبراطور الروماني أدريانوس (هدريان) على المدينة المقدسة بعد هدمها وأعاد بناءها على شكل مستعمرة رومانية سنة 135م. وظل اسم إيليا سائدا نحو مائتي عام إلى أوائل الفتح الإسلامي للمدينة المقدسة، حيث ورد هذا الاسم في وثيقة الأمان التي أعطاها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) لسكان المدينة.

كما دعيت ببيت المقدس أو القدس، وهما الاسمان اللذان شاع استعمالها بعد الفتح الإسلامي.

مساحة المدينة:

لقد تغيرت حدود المدينة ومساحتها عبر التاريخ، وذلك بسبب الظروف التي مرت بها المنطقة بشكل عام والقدس بشكل خاص، ففي العهد المملوكي كانت حدودها من القبلة عمل بلد سيدنا الخليل عليه السلام، ومن الشرق نهر الأردن، ومن الشمال عمل مدينة نابلس، ومن الغرب مما يلي رملة فلسطين، وفي العهد العثماني وسعوا حدودها من الجهة الشمالية، أما من الجهة الجنوبية فقد تراجعت بعض الشيء، ومن الجهة الغربية والشرقية فقد ظلت كما هي عليه في العهد المملوكي. وقبل صدور قرار تقسيم فلسطين في 29 تشرين ثانٍ 1947، كانت مساحتها 20199 دونما منها 868 دونما في المدينة القديمة داخل السور و19331 دونما في المدينة الجديدة.

القدس عبر التاريخ:

1- القدس في عهد اليبوسيين (3000 ق. م):

اليبوسيون بناة القدس الأولون، وهم بطن من بطون العرب نشئوا في صميم الجزيرة العربية وترعرعوا في أرجائها ثم نزحوا مع من نزح من القبائل الكنعانية واستوطنوا أرض القدس، حيث دعيت في عهدهم يبوس، وكان لليبوسيين حكومة ذات نظام، لها كيانها، وبنوا سورا حولها وقلاعا وحصوناً فيها.

ومن أشهر ملوكهم، ملكي صادق، وسالم اليبوسي، وهو الملك الذي عرف أنه بذل جهدا كبيرا في توسعة عمران المدينة، فقد بنى قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس سميت حصن يبوس والذي يعد أقدم بناء في مدينة القدس، كما أقام من حوله الأسوار، وبرجاً عالياً، وعرف حصن يبوس فيما بعد بحصن صهيون، ويعرف الجبل الذي أقيم عليه الحصن بجبل صهيون، وكانت يبوس في عهده محصنة تماما حتى أنها صمدت أمام بني إسرائيل.

وآدوني صادق، وهو الملك اليبوسي الذي ترأس حلفا من أربعة ملوك للتصدي للغزو الإسرائيلي لمدن فلسطين بزعامة يشوع، لكن يشوع استطاع أن ينزل الهزيمة بالحلفاء دون أن يتمكن من احتلال المدينة. واستغل العبرانيون ضعف اليبوسيين وتفرق كلمتهم، فغزوا المدينة، مما جعل حاكمها عبد حيبا إلى طلب العون من فرعون مصر أخناتون ليحميه من العبرانيين، مما جعل ذلك سببا لخضوع القدس فترة من الزمن للفراعنة المصريين.

2) القدس في عهد الفراعنة (1370 ق. م):

كان العبرانيون كلما احتلوا مدينة أعملوا السيف والنار فيها وفي سكانها، في حين كان المصريون يكتفون بالجزية ولا يتعرضون لسكانها ولمعتقداتهم، فطلب حاكم يبوس عبد حيبا من فرعون مصر أخناتون بأن يقدم له الولاء، ويطلب منه العون ليحميه من غارات العبرانيين، ومنذ ذلك الوقت خضعت يبوس لحكم الفراعنة ومنهم أخناتون 1370 ق.م. وتوت عنخ آمون 1351ق.م. ولم يسع المصريون إلى تمصير البلاد، بل اكتفوا بأخذ الجزية، ومع مرور الوقت أخذ اليبوسيون بالتمرد على المصريين والثورة ضدهم، ممتنعين عن دفع الجزية، مما جعل العبرانيين يستغلون هذه الظروف، حيث تمكنوا من احتلال المدينة.

3) القدس في عهد العبرانيين (966 ق.م):

خرج العبرانيون من مصر حوالي عام (1220 ق. م) بقيادة موسى عليه السلام متجهين نحو أرض فلسطين، ولما حاولوا في بادئ الأمر دخول البلاد من ناحيتها الجنوبية قاومهم الفلسطينيون وحاولوا دون تحقيق هدفهم من دخول البلاد، عندئذ توجهوا إلى جبال مؤاب والمناطق الواقعة شرقي الأردن. في تلك الأثناء توفي موسى عليه السلام، فتولى قيادتهم يشوع بن نون الذي عبر بهم الأردن واحتلوا في طريقهم عدة قرى، وحاولوا احتلال مدينة يبوس، لكن لمناعة أسوار المدينة حالت دون ذلك، ولكن لمحاولاتهم المتكررة تمكنوا من احتلالها في زمن الملك داود.

4) القدس في عهد الملك داود (996 ق.م – 963 ق.م):

تمكن الملك داود من احتلال يبوس بعد عدة محاولات، ولما استولى عليها كانت تتمتع بوجود حكومة فيها وصناعة وتجارة وحضارة متقدمة، فاتخذها عاصمة ملكه وأسماها مدينة داود، وجعل اليهودية الديانة الرسمية في البلاد. وجعل فيها مقرا لجميع السلطات الدينية والسياسية والعسكرية، ولذلك اعتبر داود المؤسس الأول للمملكة العبرية.

5) القدس في عهد الملك سليمان (963 – 923 ق.م):

تولى الملك سليمان الحكم بعد وفاة أبيه وخلال هذه الفترة قام بعدة إنجازات في مدينة القدس حسب ما أوردته الروايات التاريخية، حيث قام بتجديد بناء ما كان هناك من أسوار للمدينة، وعمل على إنشاء وفتح المخازن التجارية لتمد القوافل المتنقلة بين بلاد الرافدين ومصر عبر مدينة القدس بما تحتاجه من المواد التموينية. وبعد وفاة الملك سليمان عام 932 ق.م انقسمت المملكة اليهودية إلى قسمين شمالية وعاصمتها السامرة ( نابلس) وجنوبية وعاصمتها أورشليم (القدس).

6) القدس في عهد الآشوريين (721 ق.م):

تعرضت القدس لغزو الآشوريين بقيادة ملكهم شلمنصر، فسبى سكانها وظل يحاربهم ولم تدخل في حكم الآشوريين إلا على عهد سنحريب الذي دك أسوارها، ولكن وبعد أن دب الضعف في صفوف الآشوريين تخلوا عنها للبابليين.

7) القدس في عهد البابليين (597 ق.م):

تمكن نبوخذ نصر ملك الآشوريين من حصار القدس ودك أسوارها، وأذاق أهلها الأمرّين الجوع والمرض، وسبى شعبها إلى بابل، وهكذا انقرضت مملكة يهوذا سنة 586 ق.م، وأصبحت مستعمرة بابلية تدفع الضرائب. ولكن أهم ما ترتب على السبي البابلي، هروب اليهود الذين استبقاهم نبوخذ نصر في القدس ولم ينفهم إلى بابل، إلى مصر والحجاز وذلك إما لضعفهم أو لفقرهم، كما تحول اليهود بعد السبي إلى جماعات انتشرت في عدة أماكن متفرقة من العالم، فتجنسوا بجنسيات البلاد التي نزلوا فيها وتصاهروا مع عائلاتها.

Cool القدس في عهد الفرس (538 ق. م):

أعاد كورش ملك الفرس اليهود المسبيين إلى بابل، وذلك بعد توسط زوجته لديه، وظلت القدس تابعة لملوك الفرس وتدفع الضرائب حتى خضعت للإسكندر المقدوني سنة 332 ق.م.

9) القدس في عهد اليونان (332 ق.م):

فتحها الاسكندر المقدوني سلما سنة 332 ق.م ومنح سكانها حريتهم وسمح لهم بالحكم الذاتي وأعفاهم من دفع الجزية إلا مرة كل سبع سنين، وبعد وفاة الاسكندر سنة 323 ق.م أصبحت من نصيب بطليموس، وبقيت خاضعة للحكم اليوناني إلى أن احتلها القائد الروماني بومبي سنة 63 ق.م.



10) القدس في عهد الرومان (63ق.م ):

أهم ما يميز هذه الفترة تولي هيرودس سنة 37 ق.م حكم المدينة حيث شاد العديد من العمائر في المدينة فقد بنى القلعة في باب الخليل وكان له قصر كبير وهو الذي شيد الحصن المعروف بـأنطونيا.

11) القدس البيزنطية (330م):

بعد أن تولى قسطنطين عرش الأباطرة سنة313 م، أصبحت إيليا مدينة بيزنطية تابعة للقسطنطينية، وأهم ما يميز هذه الفترة زيارة أم الإمبراطور قسطنطين الملكة هيلانة لإيلياء حيث بنت كنيسة القيامة سنة 335م، وفرض قسطنطين على اليهود بأن يتنصروا ومن لم يتنصر قتل أو غادر البلاد. وفي عهد هرقل تم احتلال المدينة من قبل كسرى ملك الفرس سنة614 م وهدم كنيسة القيامة ومعظم الكنائس، لكن هرقل تمكن ثانية من استعادة المدينة سنة 629 م، وانتقم من اليهود شر انتقام.

12) القدس في عهد الإسلام سنة (15هـ/636م):

لمدينة القدس مكانة خاصة لدى المسلمين فهي مسرى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها عرج به إلى السماوات العلى، وهي قبلة المسلمين الأولى، وفيها ثالث الحرمين الشريفين. لهذا فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم ومنذ السنة الثامنة للهجرة في العمل لفتحها، حتى تم ذلك على يد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي أعطى العهد والأمان لأهلها وبات يعرف بالعهدة العمرية. هذا وقد اهتم الخلفاء والسلاطين من أمويين وعباسيين وفاطميين وأيوبيين ومماليك وعثمانيين بالقدس، وقد تمثل ذلك بالزيارات المتكررة لهم، وبالعمائر التي أشادوها والمتمثلة بقبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، والمساجد والمدارس والزوايا والتكايا والأسبلة وغيرها، حيث خصصوا لها الأوقاف للإنفاق عليها.

13) القدس وحملات الصليبين (1099م):

في أواخر العهد الفاطمي تعرضت القدس لهجوم من قبل الفرنجة، حيث تمكنوا من احتلالها سنة 1099م، وعلى إثر ذلك ارتكبوا أبشع الجرائم في حق هذه المدينة المقدسة وأهلها الآمنين، والتي لا تقل شأنا عما تلاقيه من احتلال وتدنيس تتعرض له وبشكل يومي من قبل اليهود في وقتنا الحاضر، وقد ذبحوا معظم سكانها، وأنشئوا فيها إمارة صليبية عرفت بمملكة القدس، استمرت حتى عام 1187م، وقام الصليبيون بتحويل مسجد الصخرة والمسجد الأقصى إلى كنائس لهم. وبقي وضع القدس على حاله إلى أن بعث الله لها صلاح الدين الأيوبي القائد المسلم، والذي طهرها من دنس الصليبيين، وأزاح كل ما أحدثوه فيها من محدثات. وعمل على إعادة الطابع العربي الإسلامي للمدينة وعين الائمة وخصص الأوقاف للإنفاق على مساجدها وزواياها، ووضع المنبر الذي صنعه نور الدين زنكي في المسجد الأقصى المبارك.

14) الاحتلال البريطاني (1917- 1948م):

احتل البريطانيون القدس سنة 1917م، حيث تعهدوا ومنذ الفترة الأولى بتنفيذ وعد بلفور المشئوم، وذلك بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.



15) القدس في العهد الأردني (1948 – 1967م):

خضعت القدس للحكم الأردني 1950 -1967م.

وفي 5 حزيران 1967م احتلت إسرائيل باقي الضفة الغربية وقررت في 28 حزيران من العام 1967م توحيد شطري القدس.


مصـادر الدراسـة
--------------------------------

- عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس، ط2، 1406هـ/ 1986م، مطبعة المعارف، القدس.

- عبلة المهتدي الزبدة، القدس تاريخ وحضارة 3000 ق. م – 1917م، 1998 م.

- فاروق الشناق (محرر)، زهير غنايم عبد اللطيف، محمد عبد الكريم محافظة، القدس، دراسة تحليلية لأبعاد قضية القدس التاريخية والديموغرافية والقانونية والسياسية، دار نور الدين 2002م.

- فاروق محمد عز الدين، القدس الشريف، تاريخيا وجغرافيا، مكتبة الأنجلو المصرية، 1981م.

- محمد أحمد سليم اليعقوب، 2 ج، ناحية القدس الشريف في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، ط1، 1999م، منشورات البنك الأهلي الأردني.

- يوسف حسن غوانمة، القدس الشريف، ط1، 1422هـ/2002م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من هم الكنعانيون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الدين :: منتدى الكتب والبحوث والمقالات-
انتقل الى: