محمد شحم ابو غدير
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 08/10/2011
| موضوع: نهاية حلف الأطلسي/ محمد شحم أبو غدير الخميس نوفمبر 24, 2011 12:32 am | |
| بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ,وانهزام المانيا النازية، قرر المنتصرون في الحرب آنذاك اتخاذ قرارا يقضي شق المانيا إلى شقين . الأول، خضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي وعرف بالمانيا الشرقية، والثاني، وتحت إشراف التحالف الأمريكي البريطاني الفرنسي وعرف بالمانيا الغربية.وبما أن المعسكرين المنتصرين كانت لهم غايات وأطماع واضحة في فرض الهيمنة على كل بقاع العالم وتحقيق مشروعهما الخطير الذي ينطلق من أطماع توسعية ، وهيمنة كبيرة على مقدرات وشعوب العالم ، وهو ماتحقق فعلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها، حيث دخل القطبان الكبيران الاتحاد السوفيتي آنذاك والولايات المتحدة الأمريكية حربا جديدة بدأت بوادرها بانفراد كل واحد منهم في رؤاه وإستراتيجية لما تفرضه ظروف المنتصر على الأرض الواقع ،وسميت هذه الحرب بالحرب الباردة, وكانت ذروة الحرب الباردة قيام حلفين كبيرين. الأول : تحت إشراف الاتحاد السوفيتي( حلف وارشو)، وضم مجموعة موالية من دول أن صح التعبير خضعت للسياسات السوفيتية آنذاك ، والآخر حلف الناتو( الأطلسي) ، وضم مجموعة من الدول خضعت لسيطرة الطرف المنتصر في الحرب، وانتهى فصول هذه الحرب النفسية الكبيرة التي استمرت حوالي (أربعين) عاما تحديدا عاشها الطرفان السوفيتي والأمريكي مراحل الحذر والترقب والتربص المستمر. وكانت نهاية الحرب الباردة إعلان تمزق الاتحاد السوفيتي وتحوله إلى جمهوريات ودول متفرقة،أما مصير حلف( وارشو) فكان الانهيار التام من الوجود بتفكك الدول التي كانت تحت مظلته .. وأصبح العالم بعد الحرب الباردة، يخضع لسياسة جديدة ترعاها دولة واحدة رفعت أسس الاستكبار والهيمنة المطلقة على العالم بحجة أنها القطب الأكبر , وفرضت مبادئ الوصاية الجديدة ضمن نطاق عالمها الذي أرادت أن تجعله كالقرية الصغيرة. وكانت لها الأولوية في إدارة ملف حلف (الأطلسي) كما تشاء.جاعلة إمكانات حلف (الأطلسي) تحت مظلة ووصاية العلم الأمريكي!! وأصبح( الناتو) مجرد مؤسسة فاقدة لسلطة القرار الجماعي الذي تنطوي فيه الدول الداخلة فيه.وهذا ما أفرزته الوقائع العملية لمسيرة الحلف في الميدان العملي ، وأثارت العشرات من الأسئلة عن مصير حلف الناتو الذي وقع أسيرا لرؤى السياسة الأمريكية التي جعلته في د وامات مستمرة من القلق، والخوف، والمصير، ولعل حرب الخليج الأولى، وما جرى في العراق وتصاعد أحداث أفغانستان وتأثيرها النوعي في إضعاف ( الناتو) وقائع أصبحت ملموسة في الميدان , دلت على أخطاء إستراتيجية كبيرة ارتكبها الساسة الأمريكان بجر الناتو إلى المستنقع الأفغاني الوحل بتعرجاته وتشعباته ، وكانت المحصلة: خسائر هائلة, في المعدات والأرواح تجاوزت فيها ألآلاف من جنوده وتمزيق صورته القبيحة، ومن هنا تولد شعور جديد في السياسة الأوربية الجديدة وخصوصا الأحداث الجارية في ليبيا ، فلقد بدا نفاذ بعض الدول الأوربية ينفذ من سياسة الهيمنة الأمريكية على (الناتو) مما جعل الانجليز والفرنسيين يحاولون إعادة تلميع صورهم في واجهة الأحداث، فانقسم الحلف إلى شطرين في الأزمة الليبية ، شطر يقوده تحالف انجليزي فرنسي يحاول إبراز عضلاته من جديد، ويطالب بقوة إلى جعل عسكرة العالم تحت إرادته، وقد قبض هذا المعسكر مقدما صفقة ثمينة من أموال النفط الليبي، ومعسكر بقيادة أمريكية تحاول أن ترقب الأحداث ، ولا تتسرع في العمليات لغايات خبيثة وسياسية هم يعرفون بها ، ومن هنا وهناك، وبعد مرور خمسة أشهر تحديدا على دخول الناتو الحرب في ليبيا لم يستطيع تحقيق المكاسب المطلوبة على ارض الواقع ، واثبات قدرة ميدانية كبيرة، بل إن معظم عملياته اتسمت بالمناورة وإطالة أمد الضربات ،فضربات هذا الحلف واستراتيجة عمله تعيش مراحل التخبط وعدم ، وغياب الرؤية العسكرية الميدانية ،والمتتبع للإحداث لايشك على أن الناتو أصبح عجوزا تتحكم فيه مصالح الصراع والهيمنة،الواقع يقول: إن الأحداث الأخيرة في ليبيا وضعت الناتو على مراحل الخطر الحقيقي وان مسلسل نهايته قادمة ومابني على أساس الظلم والجور لابد أن يكون مصيره الانهيار. | |
|