علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092
تاريخ التسجيل : 07/10/2011
العمر : 74
 | موضوع: الفصلية في العرف العشائري العراقي والمطرب عبادي العماري  الأحد ديسمبر 02, 2012 3:23 pm | |
| الفصلية في العرف العشائري العراقي والمطرب عبادي العماري
------------------------------------
من خلال دراستنا تاريخ الغناء الريفي العراقي لاجظنا انه يحفل بالكثير من الاسماء التي بقيت في ذاكرة الزمن والناس و لكن البعض منهم مازالت انجازاته الفنية شاهدة على عمق اصالته ومعرفته بالتراث الشعبي لبلاد مابين النهرين وبالذات مناطق الجنوب لانها قدمت اعمال مختلفة عن غيرها ممن سبقها وممن عايشها وممن جاء بعدها بسبب اختلاف عطائها الفني ,ومن بين هذه النخبة يبرز المطرب الراحل المرحوم عبادي العماري المتوفى عام 1989 والذي ولد في المجرالكبير-- احد مدن محافظة ميسان وقدم الكثير من الاعمال المتميزة ضلت شاهدة على موهبته الكبيرة الا انها كانت تنحصر في الكاسيتات التجارية ولم تقدم له الاذاعة العراقية الا ماندر لكونه غير مسجل رسميا في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ولم يكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة بعد اكماله الدراسة الثانوية وكان مطربا شعبيا معروفا وله الكثير من المعجبين
ولعل من اشهر ما قدمه وجعل منه متميزا بين اقرانه هو عرضه لبعض المشاكل الاجتماعية التي لم تجد الاهتمام حتى من رجال الدين او القانون في السابق و هي (الفصلية) والتي اشتهرت كثيرا وشاعت وقتها وتفاعل معها الناس والتي وصف بها معانات الفتاة التي تساق الى الزواج سوقا من شخص لاتعرفه ولم تراه يوما وهو شخص قتل احد ذويه من قبل احد اشقائها او ابناء عمومتها وكيف يعاملها بقسوة وازدراء وتزف بلا فرح وعرس بائس بدون مقدمات طالما تغنى بها اهل الريف ,وكان متميزا بتلحين الاغنية ورغم كونه معروف بكتابة اغلب اغانيه وتلحينها بنفسه ولكن هذه الاغنية هي من نظم الشاعر محمد جبار الساعدي وقد اشتهر ايضا برثاء الفنان الريفي سيد محمد النوري ووصف هذا العمل كأشهر اغاني الرثاء في العراق وقد كان يغني بحرقة وانفعال وكان يبكي احيانا واستخدم الة الربابة فقط وكان العمل مؤثرا .ولم ينسى المطرب الراحل الفتاة اليتيمة كذلك وقدم اغنية غاية بالشجن لها بنفس الاسم يقول في مطلعها (يوم العيد وانغامه الرتيمه **** شفت طفله مهمومه وحزينه) وكان كما في كل اغانيه مشغوفا باللحن كما كان متميزا بصوته الجميل.
ومن ابرز اعماله الاخرى اغنية يقول عنها البعض انها اصدق ماقدم من اعتذار للحبيبة بتاريخ الغناء العربي وخاصة في ريف العراق الا وهي اغنية (سامحيني) من نظم الشاعر عباس الخياط وكانت من اصعب الاغاني في الاداء وقد فشل الكثير من المطربين في غنائها وقدم دويتو غنائي رائع مع الفنان الكبيرالمرحوم سلمان المنكوب وكان اجمل ثنائي غنائي ريفي على الاطلاق على مستوى الغناء الريفي في العراق وقد سبقهم في هذه التجربة في ذلك ايام زمان الثنائي عبد الواحد جمعة وجواد وادي ,ورغم ان احد ابناء الفنان الراحل كان مطربا لكنه لم يكن موهوبا كوالده ولم يحضى بالشهرة التي رفعت والده على اعلى درجات المجد في الفن الريفي العراقي وكيف لا وقد نهل من الموروث في الجنوب العراقي الخصب والذي هو اساس الابداع العراقي.....
----------------------------
| |
|
