علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 1092
تاريخ التسجيل : 07/10/2011
العمر : 74
 | موضوع: سكان الاهوار - الاصول والجذور / خيرية عبود وعبد الحليم مهودر  الجمعة مايو 11, 2012 10:06 pm | |
| سكان الاهوار- الاصول والجذور / خيرية عبود وعبد الحليم مهودر
----------------------------------------------------------------
ان منطقة الجـزائر(الاهوار) تـقع بين نهـري دجلـة والفـرات ،وشمالها يقع قديماً إقليم(أورى)الذي تقع فيه أشور أما في الشرق فيقع(شوبر ــ همازى) الذي يشمل غربي إيران والى الغرب تقع بلاد(مارتو) حتى البحر الأبيض المتوسط وبلاد العرب.
أن العراق يقع بين الصحراء العربية في الغرب ومنطقة جبلية في الشرق وكلتا المنطقتين فقيرة في مواردهما فكان العراق هو منطقة الجذب لسكان المنطقتين ، فالعرب سموه (ارض السواد) والفرس أطلقوا عليه ارض الهند او لعل السومريين من الأقوام (الهندو أوربية) . أن (هنري فيلد) حين مر بمنطقة الاهوار ورغب أن يعرف الصلة بين سكان الاهوار والعرب المحيطين بهم استعاد في ذاكرته النظرية القائلة : أن سكان الاهوار هم النسل المباشر للسومريين الذين عاشوا في جنوب العراق قبل (5)آلاف سنة .
أن سكان الاهوار يتألفون من قبائل عربية ترجع في أصولها إلى فرعي العرب (عدنان وقحطان) ولابد أن يمتزج معهم سكان أقدم من العرب على الرغم من أن (احمد سوسه) أشار إلى هجرة الساميين إلى العراق التي حصلت قبل مجيء السومريين ، كانت أمور مكة بيد (نابت) ابن (إسماعيل بن ايراهيم) الذي خرج من (أور) فلما توفي غلبت (جرهم) على البيت فخرج أبنه (قيذر) بأهله إلى العراق ، وقد أزاح (عمر بن لحي) (جرهم) وولي أمر (مكة) وكان أمير(خزاعة) وقد أزاحوا (جرهم )باتفاق مع ولد (إسماعيل) . وان (قصي) جد النبي الكريم (ص)عاد إلى (مكة) واستعاد السيطرة على(مكة).
وقد أشار الإمام علي(ع) إلى أن (قريش) من نبط (كوثي) و(كوثي) بلدة تقع جنوب (بابل) واسمها الحالي (تل إبراهيم) .
هناك إشارات كثيرة في تاريخ العرب إلى قدم صلتهم بالعراق وصلة العراق بالجزيرة حيث ترد (دلمون) التي هي (البحرين) و(مكان)(عمان) وآثار في (فيلكة) و(الإمارات) و(شرق الجزيرة) (تيماء)وكلها مرتبطة بحضارة وادي الرافدين ، وأقدم إشارة للعرب بحدود( 520ق.م) حيث انهار سد (مأرب) ونزوح (الازد وقضاعة) إلى العراق وأنهم عندما وصلوا نزلوا عند قبائل {أياد وبكر بن وائل وتميم وتغلب والنمر وأسد} ، حيث كانت (أياد) تنتشر بين (الحيرة) و(البصرة) و(بكربن وائل) تنزل بين (كاظمة) و(ذي قار) أما (تميم) تجاور( عامر بن صعصعة) في آجام وقصب البطائح إلى البصرة واستقرت (بكر وشيبان) في منطقة(هور الحمار الحالية).وان منطقة تسمى (كلاب) كانت تقع في مدينة (الوركاء) حيث كان فيها المعبد المدرج للإله (أنو)الذي يطلق عليه المعبد الأبيض ، أما الجانب الآخر حيث ان (الأصنام) جلبت إلى (مكة) من (بابل) ، كما تشير بعض التنقيبات في جنوب العراق والخليج العربي بالعثور على كتابات (كلدية) قديمة كتبت بحروف تشبه الحروف العربية الجنوبية في حين كتبوا بعد ذلك بالخط المسماري،في لوح من زمن(شلمنصرالثالث 858ـ 824 ق.م) يورد أن الكلدانيين يشكلون عدة مشيخات يطلق على كل واحدة منها لفظة (بيت bit) وتسمى بأحد كبار أفرادها البارزين والذي يكون بمثابة شيخها (بيت فلان) وهو يشابه بما يعرف بالعشيرة التي تجمعهم رابطة الدم ومنها (بيت داكوري) التي تمتد سيطرتها على طول نهر الفرات جنوب (بورسيبا) و(بيت اموكاني) التي تقع في الجزء الأسفل من (بابل) أما (بيت ياكين) فكانت اكبر المشيخات الكلدانية مساحة وسكاناً وتقع على نهر دجلة في أقصى الجنوب حتى تصل إلى الخليج .وهذا الأمر لازال شائعاً في منطقة الجزائر فبيت (السعدون) وبيت (رويمي) وبيت (شامي) وغيرها الكثير وهي عشائر معروفة وقد تكون بدأت كبيوت ثم كبرت ، وقد وردتْ عند السومريين ففي ملحمة(جلجامش واجا) يرد : (كلا لن نذعن لبيت كيش ولنعمل فيهم السلاح) ، والجدير بالذكر أن الأشوريين كانوا يطلقون على (العبرانيين ــ اليهود)تسمية (بيت عومري) ولكن في وثيقة النصر لـ(سنحاريب) يرد اسم(حزقيا اليهودي).
وان العرب تعلموا الخط في (الرمادي) التي هي مدينة (النبط) إضافة إلى صلتهم بـ(الحيرة والابلة) و(ميسان) و(بابل) وان بابل تعني العراق كله قديماً وحديثاً . وكذلك متاجرتهم مع الفرس والهند وكثير من هجراتهم إلى العراق.
لقد أشار التراث الإسلامي إلى أن (إبراهيم)(ع) ليس عربياً وان لسانه لم يكن عربياً ولكنه عندما عبر نهر الأردن إلى ارض كنعان حول الله لسانه إلى العربية .. وان (إسماعيل)(ع) تعلم العربية من قبيلة (جرهم ). ويوجد رأي أن (العدنانيين) ليسوا عرباً أصلاء وإنما قدموا من (تور الكاسيين ـ شمال سوريا) أو أنهم إحدى (القبائل الكاسية )، ففي (السيرة الحلبية) يرد أن ولد (عدنان) يقال لهم (قيس) وولد (قحطان) يقال لهم (يمن)، وان (كاسي) هي (قيس) أو لعلهم (الأريسّيون ـ أرامية) وهم فلاحو السواد الذين لا كتاب لهم ويزعمون أنهم على دين النبي إبراهيم(ع) .
أن (إبراهيم )(ع)عاش في بداية الألف الثاني قبل الميلاد (1800ق.م) وهو من أصل (سومري ــ أرامي) هاجر مع أبيه (تارح) وزوجته (سارة) وابن أخيه (لوط)(ع) من مدينة (أور) السومرية ، وان (سارة) أميرة عربية من العرب الأوائل وكانت ترأس قبيلة فزواج (إبراهيم)(ع) وهو( شيخ أرامي) يتمتع بمنزلة دينية زواج ملكي . ففي ألواح عثر عليها في (بابل) أن هناك ثلاثة ملوك يشكلون سلالة بابلية سامية قد حكموا ما يقارب قرناً كاملاً في المنطقة الجنوبية من بابل . وقد تبنوا عقيدة التوحيد إلا انه أسقطت دولتهم من قبل الوثنيين ونفوا الملك الثالث منهم ، ويعتقد انه النبي (إبراهيم )(ع) الذي غادر(أور) إلى فلسطين .
وان أسماء هؤلاء الحكام هي :ــ
----------------------------------
(ايلوما ــ ايلوم) ومعناه (الإله هو الإله الواحد )
(ايتي ــ إيلي ــ نبيي) ومعناه ( الله هو حسبي )
( ياثع ــ إيل ) ومعناه ( إلهه الواحد صديق له )
و(صديق) هي المقابل لكلمة (الخليل) كما وردت في القران المجيد ، ففي سورة النساء(وَمـَنْ أَحْسَنُ دِينـاً مِـّمـَّنْ أَسْلـَمَ وَجـْهَـهُ لِلَّهِ وَهُـوَ مُحْسِنٌ وَآتـَّبـَعَ مِلـَّة َإِبـْرَاهِيم َحَنِـيفـاً وَآتـَّخَذ َآلله ُإِبـْرَاهِيمَ خـَلـِيلا ً) (125) .
وان (ايلوماــ ايلوم) حكم سنة( 1742ق.م) وان في القرآن المجيد آيات تشير إلى صلة إبراهيم(ع) مع نوح(ع) فهما من السومريين.سورة الصافات(وَإنَّ مَنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ) (83) .
أن أخبار( سلالة الأمراء) التي عرفت باسم (سلالة القطر البحري) او (سلالة بابل الثانية) التي كانت من بقايا السومريين وقد تمكنت من بسط سيطرتها على سواحل الخليج العربي .
أن العربية والآرامية والاكدية ذات جذر واحد وان (الأنباط) (السريان)هم من نفس الأرومة حيث خاطبهم (خالد بن الوليد) : عرب انتم أم نبط ؟ فجاء الجواب نحن عرب استنبطنا ونبط استعربنا. ولا يخفى أن الخط العربي يعود في أصوله إلى الخط النبطي . وان أبا(الحسن البصري) من سبايا (ميسان) .
وهناك كتابة لم تفك بعد لشعب عاش قرب الفرات(الفراتيون).
سكان المنطقة عرب ولابد أن السومريين والكلدان والفرس والآراميين كانوا يسكنون في هذه المنطقة ولم يبق من أثارهم إلا بقايا كلمات تتناثر في اللهجة المحلية (دكان / كيس /مزلق /ميشان/صريفة ) وغيرها سومرية و(ركه /حرمه/ بوري) أكدية و( بصرياثا /مرثا/الح / جاموس/طركاعة)ارامية و(جوربية / سيباية / مردان) وغيرها فارسية و(قزالقرت /بنجرجي/كلاش) تركية و(تورن/امبلس/سي دي)انكليزية.
كان العرب يطلقون على شمال البصرة ( ارض الهند) وان حكامها يطلق عليهم (دهاقين ــ زعيم الفلاحين) . وكان جزء منها يطلق عليه (الصيمرة) في القرن الأول والثاني الهجريين.
انضم لسكان الاهوار اللاجئون والهاربون (عمران بن شاهين) وبقايا جيش (ثورة الزنج) حيث التجئوا إلى الاهوار( الشرقية ــ الاحواز) والهاربون للأسباب الدينية ومن التتر وغيرهم على مر التاريخ.
فراغ المنطقة من بعض سكانها أبان الحكم الأموي حيث رَحلَ (زياد بن أبيه) خمسين ألف عائلة إلى (مصر) من(الازد) لهذا نرى تشابها في العادات والمسميات بين سكان الاهوار في العراق و(صعيد مصر) وكذلك بعض سكان (تونس) حيث يعتقد أنهم بقايا جيش تحرك من جنوب العراق ولا غرابة حيث أن (عرابي) أصله من هذه المنطقة (بلاس) نهر في منطقة (أم الشويج) يصب في الفرات وهو مندرس الآن ، وقد ذهب ابوه(عرابي) في حملة عسكرية إلى مصر.
أن حرف (الهاء) المستخدم في جنوب العراق وهو يكثر في لهجة الجزائر هو من المشترك في العربية والآرامية حيث يمثل أداة تعريف تماثل (أل) في العربية (ها شتريد).
ويستعملون (جاـ ch)(بثلاث نقاط مثل ما يكتبها الفرس والأفغان والهنود)(أعجمية) بكثرة(جا شلون/جا ولكم وين/جا هاي هية/ جا ليش /جا شمدريني). ولعل اصلها (كا) او( قا) الارامية ، (جا وين اودي الحـــــــجي واتعاتب ويامن ) . ويكثر قلب (الحاء) إلى (هاء) {حندس /هندس} = ظلام أو العكس {الهيجمانة / الحيجمانة }.
ومن الكلمات السومرية (بارية/بستوكة/تنور/جمار/خس/شارة/شلب/لوبيا/ملاح/تل/ دكان).
ومن الكلمات الاكدية
--------------------------------(اكوماكو/انثى/بشة/تاجر/تبن/جبن/جسر/حب/خص/كوخ/خش/خلال/دبس/سعف/سوس/سوق/صل/صلاة/فخار/فلش/كفارة/جنة/كيس/لبن/ماصول/مشط/نبي/نجار).
ومن الكلمات البابلية (خمط/خمش/سفينة/سكان/شيص/صفر/عمود/حنظل/خزف).
زمن الكمات الارامية (شكاره/بطانية/بيتونة/دربونة/كنكوره/دكدك/دكَـله/ورور/خشل/طرن/ بلشه/شله/غلش).
ويستعملون كلمة(مو) وهي من السومرية تلحق بالأسماء والأفعال حيث يقولون : (مو راح اروح للسوكَك) او(موهي كَالت).
يتكلمون لهجة تتخللها كلمات(ليش/ شكو ماكو/ شوف / شيصير / شنو ) ومن ذلك الكثير . وان اللهجة التي يتكلمون بها لهجة ربيعة فهم يتلفظون (انطي) بدل (اعطي) حتى انهم صاغوا منها اسم (انطيته) والمعروف ان قلب (العين) إلى (النون) من لهجات ربيعة وهذيل ، وهم يلهجون بـ(كـَول) ــ قول وهو فعل امر فقد كان يجب ان يقولوا (قل) وهو ماتتلفظ به ربيعة .
ويسكنون (هو/هي) وهو كثير في لهجتهم وكذلك يسكنون (مع) مع أنها مفتوحة .
ويكثر في لهجتهم تصغير الاسماء والكلمات خارج سياق التصغير في اللغة العربية .
وعلى الرغم من تأثير مراحل الاستعمار (الأخميني /اليوناني/الفرثي) الا ان اللغة الاكدية بلهجتها الكلدانية ظلت تستخدم في نصوص(دينية ،علمية ، فلكية ، رياضية ) حتى بداية القرن الثاني الميلادي حيث بطل استعمال الكتابة المسمارية لتحل محلها تدريجياً اللغة الارامية والتي توسعت في العراق وكان لها لهجات عديدة (الآرامية القديمة /الآرامية الرسمية ــ ارامية الدولة / الآرامية العبرانية / النبطية / المندائية / السريانية ) .
أما (النبط)الذين كانوا منتشرين في العراق ويعتقد ان (السريانيين) منهم قد كانت لهم مؤلفات في الزراعة والتنجيم .
أن تواجد العرب في هذه المنطقة قبل الإسلام شكل الفعل الممهد لانتزاعها من الفرس من خلال غاراتهم . وأما معركة (ذي قار) شمال( سوق الشيوخ) بـ(15) كم وانتصار (بني شيبان) والعشائر المتحالفة معهم على الجيش الفارسي الذي هزم جيش الروم من قبل فقد شكلت صدمة كبيرة لهذه الامبرطورية آنذاك. وهناك رأي يرجح ان (بني شيبان) والمتحالفين معهم انتشروا في الاهوار القريبة منهم ، وان (الابلة) يحكمها (بنو شيبان) وقد خرج جيش منها لمساعدة (بني شيبان) في معركتهم مع (الفرس) .
ذكرت (هليوش) : كان يسكن بين (المْدَيْنـَة) و(الجبايش) على (شط اليهود) عدد من اليهود سنة (1858م) .
أن النخيل موجود منذ أقدم الأزمان في المنطقة ، ويشكل غذاءاً رئيساً لأبناء المنطقة مع السمك والخبز إضافة إلى الحليب و الماء .
أن الهجرة إلى العراق {(ارض السواد) لوجود الشجر الكثيف فيه} كانت تأتي في الغالب من الجزيرة العربية وقد حدد الدارسون طريقين للدخول إلى العراق ، هما طريق الموصل ــ ربيعة ــ أي عن طريق الجزيرة الفراتية ، وطريق الفرات الأوسط ــ (النجف/ السماوة) ــ وقد اغفلوا طريقاً ثالثاً وهو طريق الجنوب ــ (سوق الشيوخ/ الزبير) ــ حيث انحدرت الكثير من القبائل العربية واستقرت في هذه المنطقة وسكنت في او قرب الاهوار بسبب الماء و{كثيراً ماجاءت موجات الهجرة بسبب الجفاف أو الحروب} وهي تنحدر من نجد باتجاه السهل الرسوبي ولم تنقطع ففي أواخر الحكم العثماني دخلت قبائل من الجزيرة العربية(نجد) إلى العراق واستقرت فيه .
وفي المقابل فالاهوار مناطق طاردة للسكان ولا تسمح لعدد كبير من السكان بالسكن فيها . حيث ان طبيعة المنطقة ومحدودية الموارد الاقتصادية تجعل الأسر تنشطر بسرعة وترحل .. ما أن يضع (رجل) قدمه في أطراف المدينة أو وسطها حتى يكون مصدر جذب للآخرين حيث يشكلون القسم الأعظم من سكان البصرة والعمارة والناصرية وغيرها من مدن العراق ..
إن انشطار القبائل إلى عشائر وإلى أفخاذ أمر طبيعي ولكن من الصعب ان نرجع كل عشيرة في المنطقة إلى أصولها وذلك لوجود اضطراب في هذا الموضوع وعليه لن ندخل في تفاصيل هذا الانشطار ولكن يمكن الرجوع إلى كتب الأنساب..
----------------------------------
| |
|
